أسألك فيه. فقال عليّ رضى الله عنه «أنا أبو الحسن إن لم يأتِ بأربعة شهداء فليعط برمّته (١)».
أخرجه (٢) : مالك في الموطّأ (٢ / ١١٧) ، سنن البيهقي (٨ / ٢٣١) ، تيسير الوصول (٤ / ٧٣).
لفت نظر : هذه النزعة الأمويّة الممقوتة بقيت موروثة عند من تولّى معاوية جيلاً بعد جيل ، فترى القوم يرفعون اليد عن السنّة الثابتة خلافاً لشيعة أمير المؤمنين عليهالسلام ، أو إحياءً لما سنّته يد الهوى تجاه الدين الحنيف. كما كان معاوية يفعل ذلك إحياءً لما أحدثه خليفة بيته الساقط تارة ، كما مرّ في الإتمام في السفر ومواضع أخرى ، وخلافاً للإمام آونةً ، كما في التلبية وغيرها.
قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن الدمشقي في كتاب رحمة الأُمّة في اختلاف الأئمّة المطبوع بهامش الميزان للشعراني (١ / ٨٨) : السنّة في القبر التسطيح ، وهو أولى على الراجح من مذهب الشافعي. وقال أبو حنيفة ومالك وأحمد : التسنيم أولى ، لأنّ التسطيح صار شعاراً للشيعة.
وقال الغزالي والماوردي : إنّ تسطيح القبور هو المشروع ، لكن لمّا جعلته الرافضة شعاراً لهم ، عدلنا عنه إلى التسنيم.
وقال مصنّف الهداية من الحنفيّة : إنّ المشروع التختّم في اليمين ، ولكن لمّا اتّخذته الرافضة جعلناه في اليسار. انتهى.
وأوّل من اتّخذ التختّم باليسار خلاف السنّة هو معاوية. كما في ربيع الأبرار للزمخشري (٣).
__________________
(١) الرمّة : الحبل الذي يقاد به الجاني. (المؤلف)
(٢) موطّأ مالك : ٢ / ٧٣٧ ح ١٨ ، تيسير الوصول : ٤ / ٨٦.
(٣) ربيع الأبرار : ٤ / ٢٤.