ومنها : حضّه الناس على ما أحدثه أبوه من المنع عن السؤال عمّا لم يقع (١) ، وقوله : يا أيّها الناس لا تسألوا عمّا لم يكن ، فإنّي سمعت عمر بن الخطّاب يلعن من سأل عمّا لم يكن (٢).
ألا تعجب من سوء حظ أُمّة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم أن تدعم الأحدوثة فيها بالمسبّة ، وتنهى عن المعروف بالفسوق؟!
ومنها : قوله في المتطيّب عند الإحرام اقتداءً بأحدوثة أبيه خلاف السنّة الثابتة ، أخرج البخاري ومسلم من طريق إبراهيم بن محمد بن المنتشر ، عن أبيه قال : سمعت ابن عمر يقول : لئن أصبح مطليّا بقطران أحبّ إليّ من أن أصبح محرماً أنضخ (٣) طيباً ، قال : فدخلت على عائشة فأخبرتها بقوله فقالت : طيّبت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فطاف على نسائه ثم أصبح محرماً.
وفي لفظ البخاري : ذكرته لعائشة فقالت : يرحم الله أبا عبد الرحمن ، كنت أطيّب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيطوف على نسائه ثم يصبح محرماً ينضخ طيباً.
وفي لفظ النسائي : سألت ابن عمر عن الطيب عند الإحرام فقال : لَأَن أُطلَى بالقطران أحبّ إليّ من ذلك. فذكرت ذلك لعائشة فقالت : يرحم الله أبا عبد الرحمن ، قد كنت أُطيّب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيطوف في نسائه ثم يصبح ينضخ طيباً (٤).
__________________
(١) مرّ البحث عنه في : ٦ / ٢٩٣. (المؤلف)
(٢) كتاب العلم لأبي عمر : ٢ / ١٤٣ [ص ٣٦٩ ح ١٧٩٤] ، مختصر كتاب العلم : ص ١٩٠ [ص ٣٢٦ رقم ٢٣٢]. (المؤلف)
(٣) النضخ : بالخاء المعجمة كاللطخ فيما يبقى له أثر ، يقال : نضخ ثوبه بالطيب. والنضح بالمهملة فيما كان رقيقاً مثل الماء. (المؤلف)
(٤) صحيح البخاري : ١ / ١٠٢ ، ١٠٣ [١ / ١٠٤ ح ٢٦٤] ، صحيح مسلم : ٤ / ١٢ ، ١٣ [٣ / ٢٢ ح ٤٩ كتاب الحج] ، سنن النسائي : ٥ / ١٤١ [٢ / ٣٤٠ ح ٣٦٨٤]. (المؤلف)