الاستشفاع والتوسُّل ، وأن الاستشفاع والتوسُّل طلب من النبيِّ ودعاء له بدل الله تعالى!! ونعوذ بالله من ذلك ، ونعوذ به ممن يتّهم المسلمين بذلك بدون دليل!!
صارم : معذرة لتأخُّري ، وأعود مرّة أخرى لموضوعنا وأقول : هل لك أن تفرِّق بين فعل الشيعة وبين فعل المشركين في جاهليّتهم عند قبورهم؟
فالمشركون يقرُّون بالربوبيَّة ، وإنما كفروا بتعلُّقهم بالملائكة والأنبياء لأنهم يقولون : ( هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ ) (١) ، أرجو أن تفرِّق لي باختصار ، تحيَّاتي لك.
العاملي : الكفَّار والمشركون اتّخذوا آلهة وأولياء من دون الله تعالى ، والضالّون اتّخذوا إليه وسيلة من دونه ، لم يأمر بها ولم ينزِّل بها سلطاناً ، أمَّا نحن فنوحِّده ونطيعه ، ونبتغي إليه الوسيلة التي أمرنا بها وهي محمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم ، والذين ينتقدوننا لم يفرِّقوا في موضوع التوسُّل والشفاعة بين ما هو من الله تعالى وما هو من دونه!! وفي الفرق بينهما يكمن الكفر والإيمان والهدى والضلال.
انتهت المناقشة ، ولم يجب بعد ذلك المدعوُّ صارم (٢).
قال صارم في ردّه على العاملي حفظه الله تعالى في حرمة الاستشفاع : ولو كان الاستشفاع فيما ذكرته صحيحاً للجأ الناس إلى النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو في قبره ، وهذا ما لم يحصل إطلاقاً ، وأعود وأسأل مرَّة أخرى : ما الذي يستطيع عمله
__________________
١ ـ سورة يونس ، الآية : ١٨.
٢ ـ العقائد الإسلامية ، مركز المصطفى : ٤ / ٤٨١ ـ ٥٠٥.