السيِّد البدري : أولا : هذا الحديث هو رواية آحاد ، وتفرَّد به الخليفة أبو بكر ثمَّ قال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( ستكثر من بعدي الكذَّابة ) (١) ( فاعرضوا كلامنا على القرآن ، فإن وافق القرآن فخذوا به ، وإن خالف القرآن فاضربوا به عرض الحائط ) (٢) فليكن رجوعنا إلى الميزان وهو القرآن ، لنرى هل هذا الحديث الذي استشهدت به يخالف القرآن أم يوافقه.
فاسمع قوله تعالى : ( وَوَرِثَ سُلَيَْمانُ دَاوُودَ ) (٣) ، فإن قلت لي : إن الميراث المطلوب في هذه الآية هو العلم والحكمة فاسمع قول الزهراء عليهاالسلام في خطبتها
__________________
١ ـ روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : أيُّها الناس! قد كثرت عليَّ الكذَّابة.
راجع : الكافي ، الكليني : ١ / ٦٢ ح ١ ، تحف العقول ، ابن شعبة الحراني : ١٩٣. صلىاللهعليهوآلهوسلم
٢ ـ روى الشيخ الطبرسي عليه الرحمة في كتاب الاحتجاج : ٢ / ٢٤٦ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في حجّة الوداع : قد كثرت عليَّ الكذّابة وستكثر بعدي ، فمن كذب عليَّ متعمِّداً فليتبوَّأ مقعده من النار ، فإذا أتاكم الحديث عنّي فاعرضوه على كتاب الله وسنّتي ، فما وافق كتاب الله وسنّتي فخذوا به ، وما خالف كتاب الله وسنّتي فلا تأخذوا به.
وروى الشيخ الطبرسي عليه الرحمة في تفسير مجمع البيان ١ / ٣٩ قال : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : إذا جاءكم عنّي حديث فاعرضوه على كتاب الله ، فما وافقه فاقبلوه ، وما خالفه فاضربوا به عرض الحائط.
وروى الشيخ الطوسي عليه الرحمة في الاستبصار : ١ / ١٩٠ ح ٩٦٦٨ : وقد روي عنهم عليهمالسلام أنهم قالوا : إذا جاءكم عنّا حديثان فاعرضوهما على كتاب الله ، فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالفه فاطرحوه.
وروى العامّة أيضاً عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما أتاكم عنّي فاعرضوه على كتاب الله ، فما وافق كتاب الله فهو منّي ، وما خالفه فليس منّي.
راجع : أحكام القرآن ، الجصاص : ١ / ٦٢٩ ، المحصول ، الرازي : ٤ / ٤٣٨.
٣ ـ سورة النمل ، الآية : ١٦.