المؤمنين! هل عهد عليك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هذا المسير؟!
قالت : اللهم لا.
قال : فهل وجدته في شيء من كتاب الله جلّ ذكره؟
قالت : ما نقرأ إلاّ ما تقرأون.
قال : فهل رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم استعان بشيء من نسائه إذا كان في قلّة والمشركون في كثرة؟
قالت : اللهم لا.
قال الأحنف : فإذن ما هو ذنبنا؟
قال : وقال الحسن البصري : تقلَّدت سيفي ، وذهبت لأنصر أم المؤمنين! فلقيني الأحنف ... فقال : إلى أين تريد؟
فقلت : أنصر أمّ المؤمنين!
فقال : والله ما قاتلت مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المشركين ، فكيف نقاتل معها المؤمنين؟! قال : فرجعت إلى منزلي ووضعت سيفي! (١)
قال الأستاذ عبد المنعم حسن السوداني : إن أحد الأصدقاء كان يحاور بعض الوهّابيّة عن جهاد المرأة ، فاحتدم النقاش بينهما ، وتعصَّب الوهابي في وجه هذا الأخ صارخاً : الجهاد للمرأة غير جائز ، ويعتبر تبُّرجاً ، وهو حرام ، فقال له : إذن لماذا خرجت أمّكم يوم الجمل (٢).
__________________
١ ـ المحاسن والمساوئ ، البيهقي : ٢ / ٤٩ ـ ٥٠.
٢ ـ بنور فاطمة اهتديت ، عبد المنعم حسن السوداني : ١٧٧.