التخصيص بلا مخصِّص ، والترجيح بلا مرجِّح ، الباطلين عقلا؟!
فإن قلت لي : إن الآية تريد كل من كان مع النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في الزمان أو المكان ، أو بظاهر الإسلام فقد صرت إلى أمر كبير ، وهو مدح الكافرين والمنافقين الذين ( معه ) صلىاللهعليهوآلهوسلم في المكان ، وكانوا يتظاهرون له صلىاللهعليهوآلهوسلم بالإسلام ، ويبطنون النفاق كما نطق به القرآن.
هشام آل قطيط مقاطعاً السيد : نحن لا نريد أن ننتقص الصحابة ، ولكن أقبل الدليل من القرآن أو من السنة.
السيِّد البدري : فهاك نماذج من مخالفات الصحابة لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من القرآن والسنة.
منها : أنهم أنكروا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم صلح الحديبيّة ، وتكلَّموا بكلمات مزعجة على ما حكاه البخاري في صحيحه (١).
منها : أنهم أسرعوا إلى رمي عفاف أمِّ المؤمنين عائشه لمَّا تأخَّرت وصفوان بن المعطل في غزوة بني المصطلق (٢) حتى نزل فيهم قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالاِْفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الاِْثْمِ ) (٣) (٤).
__________________
١ ـ صحيح البخاري : ٢ / ٩٧٤ ح ٢٥٨١ و ٢٥٨٢ ، باب الشروط في الجهاد.
٢ ـ صحيح البخاري : ٤ / ١٥١٧ ح ٣٩١٠ ، باب حديث الإفك.
٣ ـ سوره النور ، الآية : ١١.
٤ ـ جاء في تفسير القمي عليه الرحمة : ٢ / ٩٩ في تفسير هذه الآية الشريفة : فإن العامة رووا أنها نزلت في عائشة وما رميت به في غزوة بني المصطلق من خزاعة ، وأما الخاصة فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به عائشة.