لمَّا نزل عليٌّ عليهالسلام بالبصرة كتبت عائشة إلى زيد بن صوحان العبدي : من عائشة بنت أبي بكر الصديق زوج النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى ابنها الخالص زيد بن صوحان ; أمَّا بعد : فأقم في بيتك ، وخذِّل الناس عن عليٍّ ، وليبلغني عنك ما أحبُّ ; فإنك أوثق أهلي عندي ، والسلام.
فكتب إليها : من زيد بن صوحان إلى عائشه بنت أبي بكر ; أمَّا بعد : فإن الله أمرك بأمر وأمرنا بأمر ; أمرك أن تقري في بيتك ، وأمرنا أن نجاهد ، وقد أتاني كتابك ، فأمرتني أن أصنع خلاف ما أمرني الله ، فأكون قد صنعتُ ما أمرك الله به ، وصنعت ما أمرني الله به ، فأمرك عندي غير مطاع ، وكتابك غير مجاب ، والسلام (١).
عن أبي إسحاق قال : جاء ابن أحور التميمي إلى معاوية فقال : يا أميرالمؤمنين! جئتك من عند ألأم الناس ، وأبخل الناس ، وأعيى الناس ، وأجبن الناس.
فقال : ويلك! وأنّى أتاه اللؤم؟! ولكنَّا نتحدَّث أن لو كان لعليٍّ بيت من تبن وآخر من تبر لأنفد التبر قبل التبن ، وأنّى أتاه العىُّ؟! وإن كنا لنتحدَّث أنه ما جرت المواسي على رأس رجل من قريش أفصح من علي ، ويلك! وأنّى أتاه
____________
١ ـ شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ١ / ٢٢٦ ـ ٢٢٧.