إلى أن ختمها بقوله عليهالسلام : أما والذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة ، لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجّة بوجود الناصر ، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقارُّوا على كظّة ظالم ، ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ، ولسقيت آخرها بكأس أوّلها ، ولألفيتُم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز (١).
تجمَّد فكري ، وعقدت الحيرة لساني ، فوضعت كلتا يديّ على رأسي ، ثمَّ قلت : كل هذا ونحن لا ندري ، أمرٌ لا يصدَّق.
فلم يدعني خالي أرتاح قليلا ... حتى أنعش أعصابي فبادرني قائلا : هذا فيما يتعلّق باحتجاج أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، ودعيني أقرأ عليك ممّا جاء عن احتجاج الزهراء عليهاالسلام.
خالي : بغضّ النّظر عمَّا جاء في المصادر الشيعيّة من استنكار أهل بيت العصمة والطهارة عليهالسلام ، فقد ذكر أبو الفضل أحمد بن طيفور (٢) ، وجاء في شرح ابن أبي الحديد في المجلَّد الرابع (٣) ، وفي أعلام النساء لعمر رضا كحالة (٤) ، قالت عليهاالسلام في خطبتها ـ التي كان أهل البيت عليهمالسلام يلزمون أولادهم بحفظها كما يلزمونهم
__________________
رافعاً لهما ، والحضن : ما بين الابط والكشح ، يقال للمتكبِّر : جاء نافجاً حضنيه ، والنثيل : الروث ، والمعتلف : موضع العلف ، أي أراد عليهالسلام بقوله : لا همَّ له إلاَّ ما ذكره.
١ ـ نهج البلاغة : ١ / ٣٠ ، رقم الخطبة : ٣ ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ١ / ١٦٢.
٢ ـ بلاغات النساء ، ابن طيفور : ٢٠ ، السقيفة وفدك ، الجوهري : ١٢٠.
٣ ـ شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ١٦ / ٢٣٣.
٤ ـ ج ٣ ، ص ١٢٠٨.