بحفظ القرآن ـ :
« ويحهم ، أنّى زحزحوها (١) عن رواسي الرسالة ، وقواعد النبوَّة ، ومهبط الروح الأمين ، والطبين (٢) بأمور الدنيا والدين ، ألا ذلك هو الخسران المبين .. ومانقموا من أبي الحسن؟! نقموا والله منه نكير سيفه ، وشدّة وطأته ، ونكال وقعته ، وتنمّره في ذات الله ، وتالله لو تكافأوا (٣) على زمام نبذه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إليه لاعتلقه ، لسار بهم سيراً سجحاً لا يكلم خشاشه (٤) ولا يتعتع راكبه ، ولأوردهم منهلا رويّاً فضفاضاً (٥) تطفح ضفّتاه ، ولا يترنّم جانباه ، ولأصدرهم بطاناً (٦) ونصح لهم سرّاً وإعلاناً ، غير متحلٍّ منهم بطائل ، إلاَّ بغمر الناهل (٧) ، وردعه سورة الساغب (٨) ، ولفتحت عليهم بركات من السماء والأرض ، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون ، ألا هلمَّ فاستمع ، وما عشت أراك الدهر عجباً ، وإن تعجب فقد أعجبك الحادث ، إلى أيِّ لجأ استندوا؟! وبأيِّ عروة تمسَّكوا ، لبئس المولى ولبئس العشير ، بئس للظالمين بدلا ، استبدلوا والله
__________________
١ ـ أي الخلافة.
٢ ـ أي الخبير.
٣ ـ التكافؤ : التساوي ، والزمام الذي نبذه إليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ أي ألقاه إليه ـ في أمور دينها ودنياها ، والمعنى أنهم لو تساووا جميعاً في الانقياد بذلك الزمام والاستسلام إلى ذلك القائد العام ، لا عتلقه أي وضعه بين ركابه ، وساقه كما يعتقل الرمح.
٤ ـ سار بهم سيراً سجحاً أي سيراً سهلا ; ولا يكلم خشاشة أي لا يجرح أنف البعير ، والخشاش : عود يجعل في أنف البعير يشدُّ به الزمام ، ولا يتعتع راكبه ، أي لا يصيبه أذى.
٥ ـ أي يفيض منه الماء.
٦ ـ أي شبعانين.
٧ ـ أي ريّ الظمآن.
٨ ـ أي كسر شدّة الجوع.