قلت : كلامك مقنع ، وقد تفاجأت فعلا بهذه الأسماء ، ولكنه معارض بمبايعة علي عليهالسلام لأبي بكر ، وهذا كاف ; لأنه مدار الخلاف.
خالي : لم تكن مبايعة علي عليهالسلام لأبي بكر متفق عليها ، فقد تواتر في كتب التأريخ والصحاح والمسانيد تخلُّف علي عليهالسلام ومن معه عن بيعة أبي بكر ، وتحصُّنهم بدار فاطمة عليهاالسلام (١).
ومن ذلك ما رواه البلاذري ، قال : بعث أبو بكر عمر بن الخطاب إلى علي عليهالسلام حين قعد عن بيعته ، وقال : ائتني به بأعنف العنف ، فلمَّا أتاه جرى بينهم كلام ، فقال عليٌّ عليهالسلام لعمر : احلب حلباً لك شطره ، والله ما حرصك على إمارته
__________________
أرضيتم ـ يا بني عبد مناف ـ أن يلي هذا الأمر عليكم غيركم؟ وقال لعلي بن أبي طالب : امدد يدك أبايعك ، وعلي معه قصي ، وقال :
بني هاشم لا
تطمعوا الناس فيكم |
|
ولا سيما تيم بن
مرة أو عدي |
فما الأمر إلاَّ
فيكم وإليكم |
|
وليس لها إلاَّ
أبو حسن علي |
أبا حسن فاشدد بها
كف حازم |
|
فإنك بالأمر الذي
يرتجى ملي |
وإن امراً يرمي
قصي وراءه |
|
عزيز الحمى والناس
من غالب قصي |
وكان خالد بن سعيد غائباً ، فقدم فأتى علياً فقال : هلمَّ أبايعك ، فوالله ما في الناس أحد أولى بمقام محمّد منك.
واجتمع جماعة إلى علي بن أبي طالب يدعونه إلى البيعة له ، فقال لهم : اغدوا محلِّقين الرؤوس ، فلم يغد عليه إلاَّ ثلاثة نفر.
١ ـ قال اليعقوبي في تأريخه : ١٢٦ : وبلغ أبا بكر وعمر أن جماعة من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب في منزل فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأتوا في جماعة حتى هجموا الدار ، وخرج عليٌّ عليهالسلام ومعه السيف ، فلقيه عمر ، ودخلوا الدار ، فخرجت فاطمة فقالت : والله لتخرجنَّ أو لأكشفنَّ شعري ولأعجّنَّ إلى الله! فخرجوا وخرج من كان في الدار.