الخطيب ، وذكرت له أسماءها واحداً بعد واحد إلى أن وصلت إلى ذكر كتاب عبد الله بن سبأ سألني الدكتور : هل قرأت الفتنة الكبرى؟
فأجبته : لا.
فقال : إنّي نصرتكم في عبد الله بن سبأ ، وقلت في كتابي الفتنة الكبرى : إن عبد الله بن سبأ شخصيّة خياليّة أوجدها خصوم الشيعة للطعن بهم ، ما فيش حاجة اسمها عبد الله بن سبأ ، لم يخلق الله شيئاً اسمه عبد الله بن سبأ.
فأجبته : هذا هو رأيك يا أستاذ.
ثمَّ قلت للدكتور : إن الدكتور حامد ألَّف كتاباً في الصاحب بن عبَّاد ، ولي رغبة في أن تكتب سيادتك تقديماً له ، وإن الصاحب بن عبَّاد كان عميد الأدب العربي في النصف الثاني من القرن الرابع ، وأنت ـ يا أستاذ ـ عميد الأدب العربي في النصف الثاني من القرن الرابع عشر ، وبينك وبينه ألف عام.
فابتسم سيادته ابتسامة حلوة ، وقال : هات الكتاب لأقرأه ، وكنت قد صحبت الكتاب معي عندما قابلته في داره ، فدفعته إليه ، وتركته عنده ليطّلع عليه ويكتب التقديم له ، واستأذنته وانصرفت.
وكان هذا الكتاب ( الصاحب بن عباد بعد ألف عام ) رسالة الماجستير التي قدَّمها الدكتور حامد حفني داود إلى الجامعة ، وحصل على هذه الدرجة (١).
قال السيِّد الرضوي أيَّده الله تعالى : وإليك نص ما قاله الدكتور طه حسين
__________________
١ ـ مع رجال الفكر في القاهرة : السيِّد مرتضى الرضوي : ١ / ٢٧٦ ـ ٢٧٩.