الجبن وما برز له رجل قطّ إلاَّ صرعه؟! والله يا ابن أحور! لو لا أن الحرب خدعة لضربت عنقك ، اخرج فلا تقيمن في بلدي.
قال عطاء : وإن كان يقاتله فإنه كان يعرف فضله (١).
روى ابن عبد ربِّه الأندلسي ، قال : لمَّا قدم أبو الأسود الدؤلي على معاوية عام الجماعة قال له معاوية : بلغني ـ يا أبا الأسود ـ أن علي بن أبي طالب أراد أن يجعلك أحد الحكمين ، فما كنت تحكم به؟
قال : لو جعلني أحدهما لجمعت ألفاً من المهاجرين وأبناء المهاجرين ، وألفاً من الأنصار وأبناء الأنصار ، ثمَّ ناشدتهم الله : المهاجرون وأبناء المهاجرين أولى بهذا الأمر أم الطلقاء؟ (٢).
قال له معاوية : لله أبوك ، أيَّ حكم كنت تكون لو حكمت (٣).
عن قيس بن أبي حازم قال : سأل رجل معاوية عن مسألة ، فقال : سل
__________________
١ ـ تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : ٤٢ / ٤١٤ ـ ٤١٥.
٢ ـ ومما قاله ابن عباس في كتابه لمعاوية في كلام بينهما في الخلافة : وما أنت وذكر الخلافة يا معاوية؟ وإنما أنت طليق وابن طليق ، والخلافة للمهاجرين الأولين ، وليس الطلقاء منها في شيء والسلام. شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ٨ / ٦٦ وجاء في رواية ابن قتيبة : فما أنت والخلافة؟ وأنت طليق الإسلام ، وابن رأس الأحزاب ، وابن آكلة الأكباد من قتلى بدر. راجع : الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة : ١ / ١٣٤.
٣ ـ العقد الفريد ، ابن عبد ربِّه الأندلسي : ٤ / ٣٤٩.