قال حفص : كذلك قال الله.
قال هشام : ( أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (١) فإذا أخبر الله أنَّه قد رفع علياً على أبي بكر درجات ، فلم صار أبو بكر أولى بها منه؟ ولم قدَّمتم أبا بكر عليه بعدما قد بيَّن الله في كتابه ما بيَّن؟
قال حفص : لأن أهل الفضل والعلم قدَّموه.
فقال هشام : فقد نفى الله عنهم ما أثبتَّه أنت لهم.
قال حفص : من أين قلت؟
قال : ذلك لقول الله عزَّوجلَّ : ( إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الاَْلْبَابِ ) وأولو الألباب أهل العقل والفضل ، فلو كانوا كذلك لتفكَّروا وقدَّموا علياً عليهالسلام ، فسكت حفص (٢).
كان هشام أحد المدافعين عن التشيع بيده ولسانه وقلبه ، وبكلِّ ما أوتيه من قوّة ، وكان مهاباً عند الخصم ، وقد عرف بينهم بحجّته القويّة ، وكان سريع البديهة ، حاضر الجواب ، وكان معظَّماً عند الإمام الصادق عليهالسلام.
جاء في الكافي للكليني : ١ / ١٧٢ : عن يونس بن يعقوب قال : ورد هشام بن الحكم ، وهو أوّل ما اختطَّت لحيته ، وليس فينا إلاَّ من هو أكبر سنّاً منه ، قال : فوسَّع له أبو عبدالله عليهالسلام وقال : ناصرنا بقلبه ولسانه ويده.
قال الشيخ عبدالله نعمة في كتابه ( هشام بن الحكم ) (٣) : الاتّجاهات الغالبة
__________________
١ ـ سورة يونس ، الآية : ٣٥.
٢ ـ الدرّ النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم ، ابن حاتم الشامي : ٢٨٥ ـ ٢٨٦.
٣ ـ هشام بن الحكم ، الشيخ عبدالله نعمة : ١٠٧ ـ ١٠٩.