مناظرة
عمرو بن أذينة مع القاضي عبدالرحمن بن أبي ليلى
في وجوب اتّباع أمير المؤمنين عليهالسلام
عن عمرو بن أذينة ـ وكان من أصحاب أبي عبدالله جعفر بن محمّد صلوات الله عليه ـ أنّه قال : دخلت يوماً على عبدالرحمن بن أبي ليلى بالكوفة وهو قاض ، فقلت : أردت ـ أصلحك الله ـ أن أسألك عن مسائل ، ـ وكنت حديث السنّ ـ فقال : سل ـ يا بن أخي ـ عمّا شئت.
قلت : أخبرني عنكم معاشر القضاة ، ترد عليكم القضيّة في المال والفرج والدم ، فتقضي أنت فيها برأيك ، ثمَّ ترد تلك القضيّة بعينها على قاضي مكة ، فيقضي فيها بخلاف قضيّتك ، ثمَّ ترد على قاضي البصرة ، وقاضي اليمن ، وقاضي المدينة ، فيقضون فيها بخلاف ذلك ، ثمَّ تجتمعون عند خليفتكم الذي استقضاكم ، فتخبرونه باختلاف قضاياكم ، فيصوِّب رأي كلِّ واحد منكم ، وإلهكم واحد ، ونبيُّكم واحد ، ودينكم واحد ، أفأمركم الله عزَّ وجلَّ بالاختلاف فأطعتموه؟ أم نهاكم عنه فعصيتموه؟ أم كنتم شركاء الله في حكمه فلكم أن تقولوا ، وعليه أن يرضى؟ أم أنزل الله ديناً ناقصاً فاستعان بكم في إتمامه؟ أم أنزله الله تامّاً فقصَّر