وقال محمّد بن إسحاق الإصبهاني : سمعت مشايخنا بمصر يذكرون أن أبا عبدالرحمن فارق مصر في آخر عمره ، وخرج إلى دمشق ، فسئل بها عن معاوية ابن أبي سفيان وما روي من فضائله.
فقال : لا يرضى معاوية رأساً برأس حتى يفضل؟!
قال : فما زالوا يدفعون في حضنيه حتى أخرج من المسجد ، ثمَّ حمل إلى الرملة ، ومات بها سنة ثلاث وثلاث مئة ، وهو مدفون بمكة (١).
قال الحافظ أبو نعيم : مات بسبب ذلك الدوس فهو مقتول (٢).
وقال الحاكم أبو عبدالله بن البيع الحافظ : حدَّثني علي بن عمر الحافظ أنه لما امتحن بدمشق ـ أعني النسائي ـ قال : احملوني إلى مكة! فحمل إلى مكة وتوفِّي بها ، وهو مدفون بين الصفا والمروة ، وكانت وفاته في شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة (٣).
جاء في ترجمة الكنجي هو الحافظ فخر الدين أبو عبدالله محمّد بن يوسف بن محمّد الكنجي الشافعي ، فقد قتل عام ٦٥٨ في سبيل نشر فضائل أميرالمؤمنين عليهالسلام ، فألَّف كتاباً باسم : كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وكتاباً آخر باسم : البيان في أخبار صاحب الزمان عليهالسلام ، فنشرهما في دمشق الشام ، فقتل في جامعه بلا مبرِّر ولا مسوِّغ سوى أنه قام بواجبه في نشر
__________________
١ ـ معرفة علوم الحديث ، الحاكم النيسابوري : ٨٣.
٢ ـ شذرات الذهب ، ابن عماد الحنبلي : ٢ / ٢٤٠.
٣ ـ المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ، ابن الدمياطي : ١ / ٣٥.