فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْم يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّة عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) (١) ، فإن هذه الآية نازلة في حق أبي بكر الصدّيق ، فكانت النتيجة طبيعيَّة أن يعيِّن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أبا بكر كما عيّنه إماماً ليصلّي بالمسلمين.
خالي : انتهيت؟
قلت : أجل ، وهل بعد هذا الكلام من زيادة ، وابتسمت قائلةً : قطعت جهيزة قول كل خطيب ، ولو كان للشيعة ربع هذه الأدلة لقلنا إنهم تأوّلوا ، ولوجدنا لهم عذراً.
خالي : هوِّني عليك يا بنت أختي ، زادني الله وإياك بصيرة في الحق .. وهدانا الله إلى طريق الهدى والصراط المستقيم.
حججك ـ يا عزيزتي ـ قويّة ومنطقيّة ، ولكن عندي عدّة أسئلة وبعض الشبهات حول ذلك ، فإن أجبت عنها كان الصواب معك.
قلت بوجه مستبشر وبلهفة : تفضَّل .. تفضَّل.
خالي : ذكرت أنّ الحل والمنهجيّة التي وضعها الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لأمَّته بعد وفاته هي الشورى بين المسلمين ، واستدليت بالآيتين المباركتين : ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ) (٢) ، ( وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ) (٣).
قلت : أجل ، هو ذلك.
__________________
١ ـ سورة المائدة ، الآية : ٥٤.
٢ ـ سورة آل عمران ، الآية : ١٥٩.
٣ ـ سورة الشورى ، الآية : ٣٨.