وأخذ أبو بكر بيد عمر وبيد أبي عبيدة ، فقال قائلٌ من الأنصار : أنا جذيلها المحكّك وعذيقها المرجَّب .. منّا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش ..
فكثر اللغط وارتفعت الأصوات.
فخاف عمر من الاختلاف ، فقال لأبي بكر : ابسط يدك يا أبا بكر ، فبسط يده فبايعته ، وبايعه المهاجرون ، ثمَّ بايعته الأنصار (١) ، وهذا مختصر ما جرى في السقيفة (٢).
والأمر الأهمُّ من ذلك أنّ علياً عليهالسلام لم يكن طرفاً في قبالة أهل الشورى كما زعمتِ ; لأنّ علياً عليهالسلام ركن الحق والحقيقة ، والحق يدور معه حيثما دار.
قلت : ولماذا الحق يدور مع علي حيثما دار؟ هذا الكلام في غاية التهافت ، ولا يمكن أن يقبله جاهل فضلا عن عالم ، كيف يدور الحق مدار إنسان ، فإذا قبل هذا الكلام يمكن أن يقبل للرسل الذين عصمهم الله ، أمَّا في غيرهم فمخالف للشرع ، كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : كل ابن آدم خطّاء ، وخير الخطّائين التوابون (٣) ،
__________________
١ ـ راجع : صحيح البخاري : ٨ / ٢٦ ـ ٢٧ ، السنن الكبرى ، البيهقي : ٨ / ١٤٢ ، مسند أحمد بن حنبل : ١ / ٥٥ ـ ٥٦ ، صحيح ابن حبان : ٢ / ١٥٥ ـ ١٥٧ ، البداية والنهاية ، ابن كثير ، ١٥ / ٢٦٦ ـ ٢٦٧ ، سيرة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ابن هشام : ٤ / ١٠٧٣ ـ ١٠٧٤ ، تأريخ الطبري : ٢ / ٤٤٦ ـ ٤٤٧ ، الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة : ١ / ٢٦ ـ ٢٨ ، تأريخ اليعقوبي : ١٢٣.
٢ ـ جاء في الهامش : وللتفصيل ارجعي إلى كتب التاريخ ، مثل الطبري في ذكره حوادث بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وابن الأثير ، ج ٢ ، ص ١٢٥ ، وتاريخ الخلفاء لابن قتيبة ، ج ١ ، ص ٥ ، وسيرة ابن هشام ، ج ٤ ، ص ٣٣٦ ، وغيرها مثل : الطبقات ، وكنز العمال ، والعقد الفريد ، وتاريخ الذهبي ، واليعقوبي ، والموفقيات للزبير بن بكار ، وكتاب السقيفة لأبي بكر الجوهري ، وشرح نهج البلاغة.
٣ ـ تقدَّمت تخريجاته.