مناظرة
الشيخ المفيد مع شيخ من المعتزلة
في المأثور عن الأئمة عليهمالسلام وخلاف العامة لهم
قال الشريف المرتضى ( رضي الله عنه ) : ومن حكايات الشيخ ـ أيَّده الله ـ قال : حضرت مجمعاً لقوم من الرؤساء ، وكان فيهم شيخ من أهل الري ، معتزليّ ، يعظِّمونه لمحل سلفه ، وتعلُّقه بالدولة ، فسئلت عن شيء من الفقه ، فأفتيت فيه على المأثور عن الأئمة عليهمالسلام.
فقال ذلك الشيخ : هذه الفتيا تخالف الإجماع.
فقلت له : عافاك الله ، من تعني بالإجماع؟
فقال : الفقهاء المعروفين بالفتيا في الحلال والحرام من فقهاء الأمصار.
فقلت : هذا ـ أيضاً ـ مجمل من القول ، فهل تدخل آل محمّد عليهمالسلام في جملة هؤلاء الفقهاء ، أم تخرجهم من الإجماع؟
فقال : بل أجعلهم في صدر الفقهاء ، ولو صحَّ عنهم ما تروونه لما خالفناه.
فقلت له : هذا مذهب لا أعرفه لك ، ولا لمن أو مأت إليه ممن جعلتهم الفقهاء ; لأن القوم بأجمعهم يرون الخلاف على أميرالمؤمنين علي بن أبي