ألم يسمع قول الله عزَّ وجلَّ : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ ) الآية؟ فمن جاءه ووقف ببابه وتوسَّل به وجد الله توَّاباً رحيماً ، لأن الله منزَّه عن خلف الميعاد ، وقد وعد سبحانه وتعالى بالتوبة لمن جاءه ووقف ببابه ، وسأله واستغفر ربَّه ، فهذا لا يشك فيه ولا يرتاب إلاَّ جاحد للدين ، معاند لله ولرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ونعوذ بالله من الحرمان (١).
قال الصالحي الشامي في كتابه سبل الهدى والرشاد : الباب الثاني في الدليل على مشروعيَّة السفر وشدِّ الرحل لزيارة سيِّدنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، استدلَّ العلماء على مشروعيَّة زيارته وشدِّ الرحل لذلك بالكتاب ، والسنَّة ، والإجماع ، والقياس.
أما الكتاب فقوله تعالى : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رحِيماً ) (٢) ، وجه الدلالة من هذه الآية مبنيٌّ على شيئين :
أحدهما : أن نبيَّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم حيٌّ كما يثبت ذلك في بابه.
الثاني : أن أعمال أمته معروضة عليه كما يثبت ذلك في بابه.
فإذا عرف ذلك فوجه الاحتجاج بها حينئذ أن الله تعالى أخبر أن من ظلم نفسه ، ثمَّ جاء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فاستغفر الله تعالى ، واستغفر له الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فإنه
__________________
١ ـ الغدير ، الشيخ الأميني : ٥ / ١١١ ـ ١١٢.
٢ ـ سورة النساء ، الآية : ٦٤.