عنها علي بن أبي طالب ، فهو أعلم مني؟
قال : قولك ـ يا أميرالمؤمنين ـ أحبُّ إليَّ من قول علي.
قال : بئس ما قلت ، ولؤم ما جئت به ، لقد كرهتَ رجلا كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يغرُّه بالعلم غرّاً ، ولقد قال له : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاَّ أنه لا نبيَّ بعدي (١).
وكان عمر بن الخطاب يسأله ويأخذ عنه ، ولقد شهدت عمر إذا أشكل عليه أمر قال : ها هنا علي بن أبي طالب.
ثمَّ قال للرجل : قم لا أقام الله رجليك ، ومحا اسمه من الديوان (٢).
وَمَنَاقِب شَهِدَ العَدُوُّ
بِفَضْلِهَا |
|
وَالْفَضْلُ مَا شَهِدَتْ بِهِ
الأَعْدَاءُ |
قال ابن أبي الحديد : قال عدوُّه ومبغضه الذي يجتهد في وصمه وعيبه معاوية بن أبي سفيان لمحفن بن أبي محفن الضبّي لمَّا قال له : جئتك من عند أبخل الناس ، فقال : ويحك! كيف تقول إنّه أبخل الناس؟! لو ملك بيتاً من تبر وبيتاً من تبن لأنفد تبره قبل تبنه (٣).
ولمَّا قال محفن بن أبي محفن لمعاوية : جئتك من عند أعيى الناس.
__________________
١ ـ تقدَّمت تخريجاته.
٢ ـ تأريخ دمشق ، ابن عساكر : ٤٢ / ١٧٠ ـ ١٧١ ، ذخائر العقبى ، محب الدين الطبري : ٧٩ ، الرياض النضرة ، محب الدين الطبري : ٢ / ١٩٥ ، نظم درر السمطين ، الزرندي : ١٣٤ ، فيض القدير ، المناوي : ٣ / ٦١.
٣ ـ شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ١ / ٢٢.