مناظرة
مؤمن الطاق مع بعض الحروريّة بمحضر أبي حنيفة
وسفيان الثوري في الخليفة بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
قال المرزباني الخراساني : وقيل : إن مؤمن الطاق رحمهالله دخل يوماً مسجد الكوفة وفيه جماعة من المرجئة (١) ، منهم : أبو حنيفة وسفيان ، ورجل من الحروريّة جيِّد المناظرة فيهم ، فلمَّا رآه أبو حنيفة قال للحروري : هذا رأس الشيعة وعالمها ، فهل لك في مناظرته؟
فقال : إذا شئت ، فنهضا والجماعة ، وأتوا إليه وهو قائم يصلّي ، فلم يزالوا حتّى فرغ ، فسلَّموا عليه ، ثمَّ قال له أبو حنيفة : قد أتينا للمناظرة.
فقال : أضللتم دينكم فأنتم تطلبونه ، ولولا ذلك لقلَّت مناظرتكم فيه ، ولا شتغلتم بالعمل ، وإنّما يعمل المتّقون ، وقليله ينفع ، وإنه لقليل ، قال الله : ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) (٢).
__________________
١ ـ فرقة من الفرق الإسلامية ، وهي أصناف أربعة. دائرة المعارف ٨ / ٧٢٣.
٢ ـ سورة المائدة ، الآية : ٢٧.