برائة ، ومرد أبي بكر ، وإيراد علي عليهالسلام بعد نزول جبرئيل قائلا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الله تعالى : إنه لا يؤدّيها عنك إلاَّ أنت أو رجل منك ، فردَّ أبا بكر ، وأنفذ علياً عليهالسلام (١) وهي لفتة ذهن حديد ، ذات طابع مركَّز ، قد فسحت له درب النقد مسايرة لهذه النزعة المتأصِّلة فيه.
ومثال رابع : سئل هشام بن الحكم ـ وهو في مجلس مناظرة عند بني أمية ـ : كم عمرك يا غلام؟ فقال : إن عمري كعمر أسامة بن زيد الذي أمَّره النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على مشائخ الصحابة.
ومثال خامس : سأله سليمان بن حريز فقال : يا هشام بن الحكم! أخبرني عن قول علي لأبي بكر : يا خليفة رسول الله ، أكان صادقاً أم كاذباً؟ فقال هشام : وما الدليل على أنّه قاله؟ ثمَّ قال : وإن كان قاله فهو كقول إبراهيم : ( إِنِّي سَقِيمٌ ) (٢) وكقوله : ( بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ ) (٣) وكقول يوسف : ( أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ) (٤) (٥).
__________________
١ ـ فهرست ابن النديم البغدادي : ٢٢٤.
٢ ـ سورة الصافات ، الآية ٨٩.
٣ ـ سورة الأنبياء ، الآية : ٦٣.
٤ ـ سورة يوسف ، الآية : ٧٠.
٥ ـ مناقب آل أبي طالب ، ابن شهر آشوب : ١ / ٢٣٥.