وروى العلامة الحلي عليه الرحمة ، قال : كان لأبي دلف ولد ، فتحادث أصحابه في حبِّ علي عليهالسلام وبغضه ، فروى بعضهم عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : يا عليُّ! ما يحبُّك إلاَّ مؤمن تقيٌّ ، ولا يبغضك إلاَّ منافق شقيٌّ ولد زنية أو حيضة.
فقال ولد أبي دلف : ما تقولون في الأمير؟ هل يؤتى في أهله؟
فقالوا : لا.
فقال : والله إني أشدُّ الناس بغضاً لعلي بن أبي طالب.
فخرج أبوه وهم في التشاجر فقال : ما تقولون؟
فقالوا : كذا وكذا ، وحكوا كلام ولده.
فقال : والله إن هذا الخبر لحقٌّ ، والله إنّه لولد زنية وحيضة معاً ، إني كنت مريضاً في دار أخي في حمَّى ثلاث ، فدخلت عليَّ جاريته لقضاء حاجة ، فدعتني نفسي إليها ، فأبت وقالت : إني حائض ، فكابرتها على نفسها فوطأتها فحملت بهذا الولد ، فهو لزنية وحيضة معاً (٢).
وجاء في رواية المسعودي ، قال : إن دلفاً كان ينتقص علي بن أبي طالب عليهالسلام ، ويضع منه ومن شيعته ، وينسبهم إلى الجهل ، وإنه قال يوماً ـ وهو في مجلس أبيه ، ولم يكن أبوه حاضراً ـ : يزعمون أن لا ينتقص علياً أحد إلاَّ لغير رشده ، وأنتم تعلمون غيرة الأمير ، وأنا أبغض علياً.
__________________
١ ـ توفي سنة ٢٢٥ هـ.
٢ ـ كشف اليقين ، العلامة الحلي : ٤٨٢.