سمع ابناً له يتنقَّص عليّاً ، فقال : يا بنيَّ! إياك والعودة إلى ذلك ، فإن بني مروان شتموه ستين سنة ، فلم يزده الله بذلك إلاَّ رفعة ، وإن الدين لم يبن شيئاً فهدمته الدنيا ، وإن الدنيا لم تبنِ شيئاً إلاَّ عادت على ما بنت فهدمته (١).
وفي رواية الثقفي ، قال : حدَّثنا ابن أبي سيف ، قال : قال ابن لعامر ابن عبد الله بن الزبير لولده : لا تذكر ـ يا بنيَّ ـ عليّاً إلاَّ بخير ، فإن بني أمية لعنوه على منابرهم ثمانين سنة ، فلم يزده الله بذلك إلاَّ رفعة ، إن الدنيا لم تبنِ شيئاً قط إلاَّ رجعت على ما بنت فهدمته ، وإن الدين لم يبنِ شيئاً قط وهدمه (٢).
وقال بعضهم في ذلك :
لَعَنَتْهُ بِالشَّام سِبعينَ عاماً |
|
لَعَنَ اللهُ كَهْلَها وَفَتَاهَا |
وفي رواية ابن عبد ربِّه الأندلسي : قال الرياشي : انتقص ابن حمزة ابن عبد الله بن الزبير عليّاً عليهالسلام ، فقال له أبوه : يا بنيّ! إنه والله ما بنت الدنيا شيئاً إلاَّ هدمه الدين ، وما بنى الدين شيئاً فهدمته الدنيا ، أما ترى عليّاً وما يظهر بعض الناس من بغضه ولعنه على المنابر ، فكأنما والله يأخذون بناصيته رفعاً إلى السماء!! وما ترى بني مروان وما يندبون به موتاهم من المدح بين الناس ، فكأنما يكشفون عن الجيف!! (٣).
__________________
١ ـ الجوهرة في نسب الإمام علي وآله ، البري : ٩٤ ـ ٩٥ ، المحاسن والمساوئ ، البيهقي : ٤٠ ، في مساوئ من عادى علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وفي ط دار إحياء العلوم ببيروت : ص ٧٧.
٢ ـ شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ١٣ / ٢٢١.
٣ ـ العقد الفريد ، ابن عبد ربِّه الأندلسي : ٣ / ٢٧٨ ط الثانية بمصر ، في أوائل فضائل علي عليهالسلام من كتاب اليتيمة الثانية ، البيان والتبيين ، الجاحظ : ٢ / ١٧٣.