الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فالخلافة لعلي عليهالسلام ، وإذا لم يوصِّ فالرسول فيه نقص ، وكلامه مخالف للقرآن.
فقلت له : حاشا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يخالف القرآن.
قال لي : أنت متأكِّد أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يخالف القرآن؟
فقلت له : نعم ، أنا متأكِّد.
فقال : إذن : ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ ) (١) لا يعقل أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يموت بلا وصيَّة ويخالف القرآن ، والقرآن يقول : ( مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) (٢).
وبعدها قال لصاحب دار النشر : أعطيه كتاب الإمام الصادق عليهالسلام والمذاهب الأربعة (٣) هديَّة ، وأنا أحاسبك به ، واقرأ في الجزء الثاني رسالة للجاحظ ، تأمَّل بها وتدبَّر فسوف تعرف الحقيقة ، وأنا مشغول ، أريد الذهاب ، في أمان الله.
فقلت له : أين أراك؟
فقال لي : سجِّل رقم هاتفي في دمشق ، فسجَّلته ، وقلت له : في أمان الله .. وخرجت من الدار ذاهباً لزيارة صديق لي ، وبعد أن أنهيت الزيارة رجعت مبكِّراً لقراءة هذه الرسالة التي أشار إليها الشيخ الهويدي ، وهذه هي الرسالة.
رسالة الجاحظ (٤) التي أرشدني إليها الشيخ الهويدي في تفضيل علي عليهالسلام.
__________________
١ ـ سورة البقرة ، الآية : ١٨٠.
٢ ـ سورة الحشر ، الآية : ٧.
٣ ـ وهو لمؤلِّفه المرحوم المحقِّق الأستاذ الشيخ أسد حيدر النجفي.
٤ ـ الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ، أسد حيدر : ٢ / ٩٤.