قال له : ويحك! كيف يكون أعيى الناس؟! فو الله ما سنَّ الفصاحة لقريش غيره (١) (٢).
قال معاوية لعديِّ بن حاتم : ما فعلت الطرفات يا أبا طريف؟
قال : قُتلوا!
قال : ما أنصفك ابن أبي طالب ; إذ قتل بنوك معه وبقي له بنوه.
قال : لئن كان ذلك لقد قتل هو وبقيت أنا بعده.
قال له معاوية : ألم تزعم أنَّه لا يخنق في قتل عثمان عنز؟ قد والله خنق فيه التيس الأكبر.
ثمَّ قال معاوية : أما إنه قد بقيت من دمه قطرة ولابد أن أتبعها.
قال عدي : لا أبا لك! شم السيف ، فإن سلَّ السيف يسلُّ السيف.
فالتفت معاوية إلى حبيب بن مسلمة ، فقال : اجعلها في كتابك فإنها حكمة (٣).
وقال المسعودي : وذكر أن عدي بن حاتم الطائي دخل على معاوية ، فقال له معاوية : ما فعلت الطرفات يعني أولاده.
__________________
١ ـ شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ١ / ٢٤ ـ ٢٥.
٢ ـ قال ابن أبي الحديد في شرح النهج : ويكفي هذا الكتاب الذي نحن شارحوه دلالة على أنه لا يجارى في الفصاحة ، ولا يبارى في البلاغة ، وحسبك أنه لم يدوَّن لأحد من فصحاء الصحابة العشر ، ولا نصف العشر مما دوِّن له ، وكفاك في هذا الباب ما يقوله أبو عثمان الجاحظ في مدحه في كتاب البيان والتبيين وفي غيره من كتبه ( نفس المصدر السابق : ٢٥ ).
٣ ـ العقد الفريد ، ابن عبد ربِّه الأندلسي : ١ / ٢٨ ، تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : ٤٠ / ٩٥ ـ ٩٦.