قال : قتلوا مع عليٍّ!
قال : ما أنصفك عليٌّ ، قتل أولادك وبقي أولاده.
فقال عدي : ما أنصفت علياً إذ قتل وبقيت بعده.
فقال معاوية : أما إنه قد بقيت قطرة من دم عثمان ، ما يمحوها إلاَّ دم شريف من أشراف اليمن.
فقال عدي : والله! إن قلوبنا التي أبغضناك بها لفي صدورنا ، وإن أسيافنا التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا ، ولئن أدنيت إلينا من الغدر فتراً لندنيّن إليك من الشرِّ شبراً ، وإن حزَّ الحلقوم وحشرجة الحيزوم لأهون علينا من أن نسمع المساءة في علي ، فسلِّم السيف ـ يا معاوية ـ لباعث السيف.
فقال معاوية : هذه كلمات حكم فاكتبوها (١).
وفي رواية البيهقي ، قال : إن عدي بن حاتم دخل على معاوية بن أبي سفيان فقال : يا عدي! أين الطرفات؟ يعني بنيه : طريفاً وطارفاً وطرفة.
قال : قتلوا يوم صفين بين يدي علي بن أبي طالب عليهالسلام.
فقال : ما أنصفك ابن أبي طالب ; إذ قدَّم بنيك وأخَّر بنيه.
قال : بل ما أنصفت أنا عليّاً إذ قتل وبقيت.
قال : صف لي عليّاً.
فقال : إن رأيت أن تعفيني.
قال : لا أعفيك.
قال : كان والله بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول عدلا ، ويحكم فصلا ،
__________________
١ ـ مروج الذهب ، المسعودي : ٣ / ١٣.