آدم عليهالسلام إلى الله تعالى يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعك الله تعالى ، قال الله تعالى : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ ) الآية (١).
٤ ـ قال العزّ بن جماعة الحموي الشافعي ( المتوفَّى ٨١٩ ) في كتاب العلل والسؤالات لعبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه ، رواية أبي علي بن الصوف عنه ، قال عبدالله : سألت أبي عن الرجل يمسُّ منبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويتبَّرك بمسِّه ، ويقبِّله ، ويفعل بالقبر مثل ذلك رجاء ثواب الله تعالى ، قال : لا بأس به (٢).
قال الشيخ الأميني عليه الرحمة : قال الإمام القدوة ابن الحاج محمّد بن محمّد العبدري القيرواني المالكي ( المتوفَّى ٧٣٧ ) في المدخل في فضل زيارة القبور ج ١ ص ٢٥٧ : وأمَّا عظيم جناب الأنبياء والرسل ـ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ـ فيأتي إليهم الزائر ، ويتعيَّن عليه قصدهم من الأماكن البعيدة ، فإذا جاء إليهم فليتّصف بالذلّ والانكسار والمسكنة والفقر والفاقة والحاجة والاضطرار والخضوع ، ويحضر قلبه وخاطره إليهم ، وإلى مشاهدتهم بعين قلبه لا بعين بصره.
إلى أن قال : فالتوسُّل به ـ عليه وآله الصلاة والسلام ـ هو محلُّ حطِّ أحمال الأوزار ، وأثقال الذنوب والخطايا ; لأن بركة شفاعته ـ عليه وآله الصلاة والسلام ـ وعظمها عند ربِّه لا يتعاظمها ذنب ; إذ أنها أعظم من الجميع ، فليستبشر من زاره ، وليلجأ إلى الله تعالى بشفاعة نبيِّه صلىاللهعليهوآلهوسلم من لم يزره ، اللهم لا تحرمنا من شفاعته بحرمته عندك ، آمين ربَّ العالمين ، ومن اعتقد خلاف هذا فهو المحروم ،
__________________
١ ـ الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم ، القاضي عياض : ٢ / ٤١ ، الغدير ، الأميني : ٥ / ١٣٥.
٢ ـ الغدير ، الأميني : ٥ / ١٥٠ ، عن كتاب وفاء الوفاء ، السمهودي : ٢ / ٤٤٣.