٢ ـ روى الحاكم بالإسناد عن داود بن أبي صالح ، قال : أقبل مروان يوماً فوجد رجلا واضعاً وجهه على القبر ، فأخذ برقبته وقال : أتدري ما تصنع؟ قال : نعم ، فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب الأنصاري ( رضي الله عنه ) ، فقال : جئت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم آت الحجر ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ، ولكن أبكوا عليه إذا وليه غير أهله. قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (١).
٣ ـ أخرج القاضي عياض بإسناده عن ابن حميد ، قال : ناظر أبو جعفر أميرالمؤمنين مالكاً في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال له مالك : يا أميرالمؤمنين! لا ترفع صوتك في هذا المسجد ، فإن المسجد ، فإن الله تعالى أدَّب قوماً فقال : ( لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ) الآية (٢) ، ومدح قوماً فقال : ( إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ ) الآية (٣) ، وذمَّ قوماً فقال : ( إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ ) الآية (٤) ، وإن حرمته ميِّتاً كحرمته حيّاً.
فاستكان لها أبو جعفر وقال : يا أبا عبدالله! أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ فقال : ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك
__________________
٣ ـ أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عبدالله الكرخي.
٤ ـ الشيخ شعيب الحريفيش المتوفّى ٨٠١ في « الروض الفائق » ٢ ص ٥١٣٧.
٥ ـ السيِّد نور الدين السمهودي المتوفَّى ٩١١ في « وفاء الوفاء » ٢ ص ٤١٢.
١ ـ المستدرك ، الحاكم النيسابوري : ٤ / ٥١٥ ، مسند أحمد بن حنبل : ٥ / ٤٢٢ ، تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : ٥٧ / ٢٤٩ ، مجمع الزوائد ، الهيثمي : ٥ / ٢٤٥ ، كنز العمال ، المتقي الهندي : ٦ / ٨٨ ح ١٤٩٦٧.
٢ ـ سورة الحجرات ، الآية : ٢.
٣ ـ سورة الحجرات ، الآية : ٣.
٤ ـ سورة الحجرات ، الآية : ٤.