مدينة العلم وعليٌّ بابها (١) ، مع اتفاق المختلفين أنه كان أعلم أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى صار المأخوذ قوله في عامّة أحكامهم؟
قال حفص : بلى ، ولا ننكر فضل علي عليهالسلام وبصره بالقضاء ، وبما حكى عن نفسه من العلم وما ظهر منه ، وأنّهم كلَّهم قد سألوه واحتاجوا إليه ، ولم يسأل هو أحداً منهم ، ولا احتاج إليه.
قال هشام : فإذا أقررت بذلك فهل تعلمون أن الله تعالى قال في كتابه : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الاَْلْبَابِ ) (٢) وقال : ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات ) (٣) وقال : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء ) (٤)؟
__________________
١ ـ روى الحاكم النيسابوري في المستدرك : ٣ / ١٢٦ ـ ١٢٧ بالإسناد عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها ، فمن أراد المدينة فليأت الباب. قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد.
وراجع : المعجم الكبير ، الطبراني : ١١ / ٥٥ ، الفايق في غريب الحديث ، جار الله الزمخشري : ٢ / ١٦ ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ٧ / ٢١٩ و ٩ / ١٦٥ ، شواهد التنزيل ، الحاكم الحسكاني : ١ / ١٠٤ ح ١١٨ ، تاريخ بغداد ، الخطيب البغدادي : ٥ / ١١٠ و ٧ / ١٨٢ ، تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : ٤٢ / ٣٧٨ ، أسد الغابة ، ابن الأثير : ٤ / ٢٢ ، تهذيب الكمال ، المزي : ١٨ / ٧٧ و ٧٩ ، تذكرة الحفاظ ، الذهبي : ٤ / ١٢٣١ ، البداية والنهاية ، ابن كثير : ٧ / ٣٩٨ ، المستصفى ، الغزالي : ١٧٠ ، الجامع الصغير ، السيوطي : ١ / ٤١٥ ح ٢٧٠٥ ، كنز العمال ، المتقي الهندي : ١٣ / ١٤٨ ، فيض القدير ، المناوي : ١ / ٤٩ ، مجمع الزوائد ، الهيثمي : ٧ / ٢٣٥ و ٩ / ١١٤ ، ذخائر العقبى ، أحمد بن عبدالله الطبري : ٧٧ ، وقد ألَّف أحمد بن الصديق المغربي ( المتوفَّى ١٣٨٠ ) كتاباً كاملا في هذا الحديث وطرقه ، وحكم بصحّته ، وسمَّاه : فتح الملك العلي بصحّة حديث باب مدينة العلم علي عليهالسلام.
٢ ـ سورة الزمر ، الآية : ٩.
٣ ـ سورة المجادلة ، الآية : ١١.
٤ ـ سورة فاطر ، الآية : ٢٨.