السيِّد البدري : أسألك ـ يا أستاذ ـ أن تبيِّن لي محلَّ الشاهد من الآية الكريمة ، وتوضح الفضيلة التي سجَّلتها الآية لأبي بكر!
هشام آل قطيط : الآية تبدأ من قوله تعالى : ( إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُود لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (١) ، محلُّ الشاهد ظاهر ، والفضيلة أظهر ، وهي :
أوّلا : صحبة النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ; فإن الله تعالى يعبِّر عن الصدّيق بصاحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ثانياً : جمله : ( إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ).
ثالثاً : نزول السكينة من عند الله سبحانه وتعالى على سيِّدنا أبي بكر. ومجموعها تثبت أفضليّة سيِّدنا الصدّيق وأحقّيّته بالخلافة ، وأنت صرَّحت ـ أيُّها السيِّد ـ لا أحد ينكر أن أبا بكر كان من كبار الصحابة ، ومن شيوخ المسلمين ، وأنه زوَّج ابنته من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
السيِّد البدري : ولكن كل هذه الأمور لا تدلّ على أحقّيتّه بالخلافة ، وكذلك كل ما ذكرت من شواهد ودلائل من الآية الكريمة لا تكون فضائل خاصة بأبي بكر ، بل لقائل أن يقول : إن صحبة الأخيار والأبرار لا تكون دليلا على البرّ والخير ، فكم من كفار كانوا في صحبة بعض المؤمنين والأنبياء وخاصة في الأسفار.
الصحبة ليست فضيلة ، فإنّا نقرأ في سورة يوسف الصدّيق عليهالسلام أنه قال : ( يَا
__________________
١ ـ سورة التوبة ، الآية : ٤٠.