إمام لسانه فصيح ، بيانه صريح ، وبرهانه صحيح ، لفظة لؤلؤ منثور ... (١)» وهو علي ابن عبد الله بن الهيصم ، أبو الحسن الأشناني (٢) ، ذكره في لباب الأنساب في سند هذا نصه : «أخبرني الإمام علي بن عبد الله بن محمد بن الهيصم النيسابوري قال : أخبرني والدي أبو بكر عبد الله قال : أخبرني أحمد بن محمد بن علي بن أحمد العاصمي مؤلف زين الفتى ... (٣)» وقد ترجم له البيهقي في كتابه وشاح دمية القصر بشكل مطول ولقبه بصدر الإسلام الهروي وأثنى عليه كثيرا لعلمه وزهده ، وقال : «اختلفت مدة مديدة إليه ، وقرأت ما شئت من دقائق العلوم عليه ، ووجدته حالا عقود المشكلات ، فاتقا رتوق المعضلات ، ولعمري إنه رحمهالله كشف عن العلوم نقابها ، ورفع عن الحقائق حجابها ، فلم يكن في عصره فاضل إلا وقد أغترف من بحاره ، وأقتبس من أنواره ...» ثم ذكر أسماء تصانيفه وهي دالة على تنوع معارفه ، وأردف ذلك بأنموذجات من شعره (٤).
وختم البيهقي هذه القائمة بقوله : «فهؤلاء المتكلمون الذين اختلفت إليهم وجثوث استفادة بين أيديهم» (٥). ثم ينتقل إلى طبقة أخرى ممن وضعهم تحت هذا العنوان : «وأما الذين عاشرتهم فهم :
٦. الفقيه إسماعيل المقيم بمرو. وجدته وقد أناف على السبعين ، وهو شرح
__________________
(١) معارج نهج البلاغة ، ١٥٧.
(٢) المنتخب من السياق ، ٤٣٤ ، ولم يذكر سنة وفاته أيضا.
(٣) لباب الأنساب ، ١ / ٢١٧.
(٤) معجم الأدباء ، ٤ / ١٧٨٢ ـ ١٧٨٤. وقد سها قلم الأستاذ عمر رضا كحالة في معجم المؤلفين (٧ / ١٤١) فتصوره علي بن عبد الله الهروي المترجم في تاريخ مدينة السلام (١٣ / ٤٤٥) ، فخلط بينه وبين علي المذكور أعلاه الذي عاش في القرن ٦ ه ، وترجم له السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة ، ٨ / ٢٨٦ وقال «إنه مات في حدود الخمس مئة». قلت هو من سهو قلمه (رحمهالله).
(٥) معارج نهج البلاغة ، ١٥٧.