الدين محمود بن أميرك الرازي ، متكلم» (١). ووجود لقبين «سديد الدين» و «نصرة الدين» لشخص واحد ، أمر شائع آنذاك.
٩. «ومنهم الإمام محمود الخوارزميّ «وله خاطر يلفظ المشكلات ، كما يلفظ السمع حروف الكلمات» (٢). وقد ترجم له في تتمة صوان الحكمة بقوله : «الفيلسوف محمود الخوارزميّ ، كان والده وزير آتسز وهو تركي استولى على خوارزم ، وكان محمود أديبا فاضلا كاملا استفاد من الحكيم أبي البركات. ورأيته بمرو في شهور سنة تسع عشرة وخمس مئة. وقد استولى عليه نوع من السوداء فذبح في ليلة من ليالي الشتاء شخصه بسكين القلم» (٣).
الآن وقد انتهت قائمة الذين تلقى العلم منهم ممن «عاشرهم» ننتقل إلى بقية أساتذته الذين استفاد منهم في مراحل شتى من حياته :
١٠. أحمد بن حامد النيسابوري ، قال عنه : «ممن رسا طوده في الرياضيات ، وقد رأيته في آخر عمره واستفدت منه» (٤).
١١. إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي (٤٣٥ ـ ٥٠٧ ه) ، شيخ القضاة نجل شيخ السنة. قال عنه «كان قاضي خوارزم ، وقد رأيته وسمعت منه الحديث حين عاد إلى بيهق في شهور سنة ست وخمس مئة». وحدد مكان استماعه الحديث منه بقرية
__________________
(١) نفس المصدر والصفحة.
(٢) معارج نهج البلاغة ، ١٥٨.
(٣) تاريخ حكماء الإسلام ، ١٦١. أما آتسز فهو أبو المظفر آتسز بن قطب الدين محمد أحد الملوك الخوارزمشاهية ، كان تابعا لسنجر ثم استغل فرصة انشغال سنجر في حرب الخطائية سنة ٥٣٦ ه فأعلن استقلاله عنه وسيطر على خوارزم وظل حاكما عليها حتى وفاته في ٥٥١ ه (أخبار الدولة السلجوقية ، ٩٥ ـ ٩٦ ؛ فرهنگ فارسي ، مادة آتسز). يبدو أن المقصود بالحكيم أبي البركات هو هبة الله بن علي بن ملكا البغدادي الطبيب والفيلسوف المتوفى سنة ٥٤٧ ه.
(٤) تاريخ حكماء الإسلام ، ١٥٦.