نصل أخيرا إلى مجموعة من معاصريه ممن التقى بهم أو حضر مجالسهم أو ضمه وإياهم مجلس نقاش علمي أو راسلهم أو تبادل معهم القصائد والمقطعات أو سمع منهم حديثا وبعض هؤلاء لم نعثر عليه في شتى المظان التي نقبنا فيها : القاضي الفيلسوف مجد الأفاضل عبد الرزاق التركي (١) ترجم له في تتمة صوان الحكمة بقوله : «كان من تلامذة الأديب أبي العباس (اللوكري) وكان ماهرا في صناعة الهندسة عالما بالمعقولات ، ولم يكن له خاطر وقاد. وكان لا يعدل عن ظواهر الكتب وقد جرت بينه وبين الأمير السيد شرف الزمان محمد ابن الأديب الإيلاقي مناظرات لم يتعرض فيها القاضي عبد الرزاق إلا لظواهر الكتب وكان حافظا لأكثر كتب أبي علي (ابن سينا) عالما بمطالب مصنفاته ، ولكن لم يتعمق في المعقولات مثل ما تعمق فيها علماء دهره. وبيني وبينه مكاتبات مذكورة في كتاب عرائس النفائس من تصنيفي» (٢).
محمد بن عبد الكريم الشهرستاني. ترجم له في تتمة صوان الحكمة ودعاه : «الإمام الأجل تاج الدين محمد بن عبد الكريم الشارستاني» (٣) (٤٧٩ ـ ٥٤٨ ه). وهو العلامة الذائع الصيت مؤلف الملل والنحل وغيره من التصانيف. يقول البيهقي :
__________________
(١) هكذا ورد اسمه في مخطوطة طاشقند من تتمة صوان الحكمة (الورقة ٤٧ ب) بينما ورد بشكل مضطرب مغلوط في المطبوعة التي حققها الأستاذ محمد كرد علي حيث اسمه هناك : «محمد الأفضل عبد الرزاق التركي». ولا شك في أنه من تصحيف النساخ.
(٢) تتمة صوان الحكمة ، الورقة ٤٧ ب.
(٣) الشارستاني بحسب مخطوطة طاشقند من تتمة صوان الحكمة (الورقة ٥٢ ب) وقد كتبت في المخطوطة التي أعتمدها محمد كرد علي : الشهرستاني. وهو الشائع المشهور. وشارستان هي نفسها شهرستان. وقال ياقوت شهرستان بليدة بخراسان قرب نسا وهي بين نيسابور وخوارزم (معجم البلدان ، ٣ / ٣٤٣). وقد وردت بشكل شارستان في تاريخ طبقات ناصري ، ١ / ٣١٦ ، حيث حدد موقعها أيضا بين خوارزم ونيسابور. وقد ختم البيهقي ترجمة حياته بقوله : «وقد مات بشارستانه مسقط رأسه».