الصلوات والاعتذار عما سبق. لقيته بهراة في وقت العزلة ، وكتبت عنه شيئا من شعره وأعطاني أجزاء بخطه. وكانت ولادته في حدود سنة ٤٧٠ ه ، وتو في بهراة في السادس والعشرين من صفر سنة ٥٤٣ ه» (١).
سنكمل هذه القائمة ـ تجنبا لتكرار بعض أسمائها ـ في القسم المخصص لمؤلفاته حيث نجد أسماء كبار الشخصيات ممن كلفوه تأليف كتاب أو أهدى إليهم مؤلفاته.
تلاميذه
مع كل ما خلفه فريد خراسان من تراث ضخم متنوع في شتى العلوم ، يتوقع المرء أن يجد له في بطون المؤلفات ـ في شتى العلوم أيضا ـ أسماء حشود من تلاميذه أو الرواة عنه ، ونحن نعلم أيضا أنه تولى التدريس وإلقاء المحاضرات والوعظ في بعض المدارس والمساجد مما نجده في سيرته ، كما ذكر هو مرة في تاريخ بيهق كيف أن حشدا من العلماء كانوا ذاهبين لأداء فريضة الحج قادمين من حدود يوزكند سنة ٥٥٥ ه قد طلبوا إليه أن يكتب لهم إجازات في رواية الحديث كما قرأوا عليه شيئا من تفاسير القرآن (٢).
لكننا نفاجأ ـ في تراثه المعثور عليه ـ بأسماء ثلاثة فقط ممن درس عليه أو عد نفسه تلميذا له أو تناول منه كتابا. ولعل الكشف عما خفي من تراثه ـ إن بقي منه شيء في زوايا المكتبات ـ سينير شيئا من حياته ومعرفة شيوخه وتلامذته. ولكن علينا أن نشير إلى أهم سبب في ضياع جزء خطير من تراث خراسان وما وراء النهر وفقدان علمائها ، ذلكم هو اجتياح قبائل الغزّ لهذه البلاد منذ سنة ٥٤٨ ه وما تلاها ، وما اتسم به هذا الاجتياح من قسوة لا تبلغ مداها سوى قسوة المغول الذين اجتاحوا هذه المناطق وسواها فيما بعد. يقول ابن خلدون مجملا بعض وقائع ذلك الاجتياح (سنة ٥٤٩ ه)
__________________
(١) منتخب معجم شيوخ السمعاني ، ٢٣٢ أ ، التحبير ٢ / ١٩٩ ، وفي مجمع الآداب ، ٥ / ١٦١ : المخلص أبو الفخر محمد بن عاصم الطغرائي.
(٢) انظر مثلا : معجم الأدباء ، ٤ / ١٧٦١ ، ١٧٦٢ ؛ تاريخ بيهق ، ٤١.