المشيدي (١) الذخري (٢) العضدي ، زعيم جيوش الموحدين ، عاضد الغزاة والمجاهدين ، آصف الدهر وفريد العصر ووجيد المصر وفخر القطر ، [٦٧ ب] وسم العداة وآفة الجزر ، ومالك بيض الطروس وسمر السطور بالبيض والسمر ، عين الوزراء العظام ، ورأس الأمراء الفخام ، وأشدّهم بأسا وأقواهم جأشا ، مولانا الوزير المعظّم والمشير المفخم إياس باشا (٣) : [من البسيط]
ذو عزمة كالتماع البرق واقدة |
|
تجىء من نصره بالعارض الهطل |
لو لا السعود التي نيطت بهمته |
|
لكنت أنسبها بعدا إلى زحل (٤) |
أدام الله سعده ، وحرس بعين العناية مجده ، ما دارت الأفلاك وسبحت الأملاك ، وهو ممن له محبة واعتقاد تام ، في سيّدي الوالد شيخ الإسلام ، وقد حضر إلى عند الوالد حين كان بكلربكي (٥) بالشّام متخشّعا متواضعا طالبا للبركة والدّعاء ، راغبا في اللحظ والإمداد ، ملتمسا للصحبة والوداد ، ولم تزل الصحبة بيننا وبينه من ذلك الزمان ، والمكاتبات تتردد بيننا وبينه في كل حين وأوان ، فوفينا له بما وعد به وشرطه ،
__________________
(١) المشيدي : من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السّلطنة ونحوهم ، وهو نسبة إلى المشيد من التشييد وو رفع البناء. انظر : صبح الأعشى ٦ : ٢٨.
(٢) الذخري : من ألقاب أرباب السيوف أيضا وربما أطلق على غيرهم. انظر : صبح الأعشى ٦ : ١٤.
(٣) إياس باشا الوزير كان كافلا لدمشق ، وكانت سيرته حسنة ، توفي في القسطنطينية سنة ٩٤٦ ه ، وترجمته في : الكواكب السائرة ٢ : ١٢٥.
(٤) البيتان في تاج المفرق ٢ : ١١٢ بلا عزو.
(٥) البكلربكية : كما تقدّمت الإشارة إليها هي الولاية أو الإمارة ، والبكلربكي أمير الأمراء وهو لقب يطلق على بكوات الصناجق. انظر : البرق اليماني ـ المقدمة ـ ص ٥٧ ولطف السمر (هوامش المحقق) ١ : ٢٢٨ ، وزبدة كشف الممالك ١١٢ ـ.