كأنّا وقد ألقى إلينا هلاله |
|
سلبناه جاما أو قصمنا له وقفا |
كأنّ السهى إنسان عين غريقة |
|
من الدمع تبدو كلما ذرفت ذرفا |
كأن سهيلا فارس عاين الوغى |
|
ففر ولم يشهد طرادا ولا زحفا |
كأنّ سنا المريخ شعلة قابس |
|
تخطفها عجلان يقذفها قذفا (١) |
كأنّ أفول البيد (٢) طرق تعلقت |
|
به سنة ما هبّ فيها ولا أغفى [١٧٨ أ] |
فلمّا بقي من الليل القليل ، أخذنا في التحميل ، وسألنا من الله التيسير والتسهيل ، ثمّ شرعنا نسير في تلك الهضاب ، ونجول في هاتيك الشعاب ، إلى أن تمزّق من الليل الجلباب ، وتقشّع ظلامه وانجاب ، وظهر الفجر من الحجاب ، ومدّ من سرادق ضيائه على الوجود الأطناب ، (وافترّ ثغر الضوء في وجه ذلك الجوّ) (٣) ، وأقبل الصبح مبشرا بالاجتماع ، كما كان منذرا بالفراق في حالة الوداع ، فشكرت سعيه إذ ذاك ، وأنشدت وأنا باك : [من المضارع]
شكرت سعي الصباح لمّا |
|
وافا بشيرا بالاجتماع |
وقلت غفرا لما جنته |
|
يداك في حالة الوداع |
__________________
(١) سقط هذا البيت والذي يليه من (ع).
(٢) وردت في (م): «النشر».
(٣) ما بين القوسين ساقط من (ع).