والإسلام ، الشهاب أبو العباس أحمد الهندي الحنفي (١) عامله الله وإيانا ببره الوفي ولطفه الخفي آمين ، شيخ له في تحقيق العلوم قدم عال وأشتات معال وخاطر يجول في أوسع مجال ، فيبرز نفائس لآل ، وعرائس جمال ، ويأتي بسحر حلال وبحر زلال : [من الرّجز]
فضائل مثل الحصا كثيرة |
|
وخاطر يغرف من بحر (٢) |
كان عندنا بالشّام مدّة ، وأقام يدرس بالجامع الأموي في كتب عدّة ، وهو محبّ معتقد ، غير ثان ولا منتقد ، لطيف الذات والطباع ، بخلاف من يأتي من تلك البقاع ، سلّم عليّ وتردد إليّ وسمع مني وأخذ عني ، [٢٥ ب] وذكرت بحضوره قول ابن عبّاس وتبعه الشعبيّ بجواز صلاة الجنازة بغير طهارة ، فاستفاده وتلقّاه بالقبول ، ثم أيده بقول أبي حنيفة رحمهالله بجواز التيمم لها مع وجود الماء وأنها عنده (٣) لا تبطل بالقهقهة ، وعلّل ذلك بأنها عنده صلاة من وجه ودعاء من وجه ، وبحثت معه في غير ذلك أيضا.
ومنهم الصّالح النيّر الدّين الخيّر القدوة العلّامة ، الشيخ زين الدّين عمر ابن أسامة (٤) ، حضر إليّ وسلم ودعا والتمس الخاطر والدعاء ، وحصل بيننا وبينه صحبة ومودة ، وأخوة ومحبة.
ومنهم الشيخ الفاضل العالم المواظب على وظائف الخير والملازم ، المثابر على
__________________
(١) أحمد البنارسيّ الهندي المتوفى سنة ٩٣٩ ه ، انظر ترجمته الوافية في : در الحبب ج ١ ق ١ ، ص ١٥٣ ـ ١٦٤ ، إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء ٥ : ٤٥٧ ـ ٤٦١.
(٢) البيت في تاج المفرق ١ : ١٧٩ بلا عزو.
(٣) وردت في (ع): «عند».
(٤) توفي سنة ٩٥٧ ه ، وأثبت ابن صاحب الرحلة هذه الترجمة بنصها في الكواكب السائرة (٢ : ٢٢٧) وفيه : «عمر بن سامة العرضي».