تلاوة (١) القرآن ، إمام جامع الأطروش (٢) ، الشيخ عز الدّين محمد بن الشيخ عبد الرّحمن بن شعبان ، وقع بيننا وبينه مذاكرة ومفاوضة ومحاورة ، فاعترف بالفضل التام وأنشدني عند القيام : [من البسيط]
كانت محادثة الركبان تخبرني |
|
عن علمكم وسناكم أطيب الخبر |
حتى التقينا فلا والله ما سمعت |
|
أذني بأعظم مما قد رأى بصري (٣)[٢ أ] |
ومنهم الشيخ الفاضل العالم العامل ذو السكينة والوقار ، أبو زكريا يحيى ابن حسن بن قحقار ، إمام الحنفية بالجامع الكبير ، المشهور بابن الخازندار (٤) ، سلّم علينا بالجامع وتودد ، وأسرع وأشرع إلى تقبيل يدي وما تردد ، فأجللت عن ذلك مقامه ، وضاعفت حسن تلقيه وإكرامه.
ومنهم الشاب النبيل العالم الأصيل الفاضل الجليل ، البدري حسين بن الشيخ زين الدين عمر بن قاضي القضاة جلال الدّين النّصيبيّ الشّافعيّ (٥) ، له حسب صميم ، وسلف في العلم قديم ، ومنهج على السّنّة قويم ، وبيت له بالعلم والدّين تعظيم وتفخيم ، فلله ما هنالك من خيم ومناد لا يقبل الرخيم ، حسن الصورة ، جيد السيرة ، عف السريرة ، ذو رغبة في الخير وأهله ، وسلوك على قويم محجته وسبله ،
__________________
(١) وردت في (ع): «قراءة».
(٢) وردت في الأصل وفي (ع): «جامع الأطروس».
(٣) هذه الأبيات لعبد القادر الأبّار وموجودة في الكواكب السائرة ١ : ٢٤٢ وإعلام النبلاء ٥ : ٣٤٧ ، وفي تاج المفرق ١ : ١٥٤ وكنوز الذهب ٢ : ٢٤ لمحمد بن هانىء يمدح جعفر بن فلاح.
(٤) وهو سبط الشريف زين الدّين عبد الرحمن بن إبراهيم الجعفري ، توفي بمكة سنة ٩٣٨ ه ، انظر ترجمته في : الكواكب السائرة ٢ : ٢٥٨ ـ وفيه : «يحيى بن علي» ، شذرات الذهب ١٠ : ٣١٨.
(٥) توفي سنة ١٠٠٠ ه ، وترجم له نجل صاحب الرحلة في الكواكب السائرة ٣ : ١٤٥ ـ ، وشذرات الذهب ١٠ : ٦٥٢ ، وإعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء ٦ : ٩٦ ـ ١٠١.