عنهم والانتقال إلى عشية يوم الأحد ثاني شهر شوال ، فجزاهم الله عنّا كل خير ووقاهم كل بؤس وشر وضير.
ومنهم الشيخ العلّامة [٢٧ أ] والقدوة الفهامة المقتفي سنن الهدى وآثاره ، خطيب الجامع الكبير ، الشيخ شمس الدّين محمد الحنفيّ الشهير بابن الحمارة (١) ، سلّم علينا وتودد بعد صلاة الجمعة بالجامع ، وهو بصفة المتودد المتواضع المتخاضع.
ومنهم الشيخ الفاضل العالم الكامل البارع في فنون العلوم وأنواع الآداب (٢) ، الشيخ عبد الوهاب بن الشيخ إبراهيم بن العرضيّ (٣) المفتي بحلب ، حضر لديّ ، وسلم عليّ ، وسألني عن الخوف والرجاء ، فأجبته بما فتح به ، وسألني عن حديث : لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه لاعتدلا. فقلت له : عدّه الزركشيّ في كتابه في الأحاديث المشتهرة مما لا أصل له ، مع (٤) أنّ له أصلا ، فإنه أخرجه عبد الله بن أحمد في «زوائد الزهد» عن ثابت البنانيّ بلفظ : «كانا سواء». كما أفاده شيخنا شيخ الإسلام الجلال السّيوطيّ في كتابه الدّرر المنتثرة (٥) ، ثم أنشدته أبيات أبي نواس في الرجاء : [من الوافر]
تكثّر ما استطعت من الخطايا |
|
فإنّك بالغ ربّا غفورا |
ستبصر إن وردت عليه عفوا |
|
وتلقى سيّدا ملكا كبيرا |
__________________
(١) لم أهتد إلى التعريف به.
(٢) وردت في (م) و (ع): «الأدب».
(٣) توفي سنة ٩٦٧ ه ، ونسبته إلى «عرض» من أعمال حلب. وانظر ترجمته في : الكواكب السائرة ٢ : ١٨٦ ، وشذرات الذهب ١٠ : ٣٧٩ (وفيه : وفاته نحو سنة ٩٤٦ ه) ، وإعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء ٦ : ٤٥ ـ ٤٧.
(٤) سقطت كلمة «مع» من (ع).
(٥) الدرر المنتثرة ١٦٠.