الذي يكون في جميع الأمصار والقرى (١) في حزيران وتموز من شدة البرد بها خاصة شرب الماء لا يستطيع أن يستلذ من شدة الهواء وبرودته حتى ربما وقع الجليد من السماء فيجمد الماء من شدة الهواء في أيام حزيران (٢).
وحدثني القاضي الحسين بن محمد أن جده عبد الأعلى رأى الصرد في حزيران بصنعاء (٣) يعني الجليد ، ثم رأيته أنا بصنعاء سنة ، وذكر لي أبو محمد الجرجاني وقد رآني أشرب ماء باردا في مسجد صنعاء فقال لي : قد طفت في الدنيا (٤) قطعة [قطعة](٥) فما رأيت مثل صنعاء في طيب هوائها في هذا الوقت ، يعني في حزيران ولا يقدر أحد على هذه الشربة الماء.
وحدثني القاضي الحسين بن محمد يذكر عن جده عبد الأعلى بن محمد أن القاضي محمد بن موسى الكشّي قال : ذكر له أنه ما رأى أطيب من صنعاء مع كثرة ما قد شاهد من الأمصار.
وحدثني علي بن أبي شبيب البناء عمن ذكره أن بعض العلماء وقف مع يحيى بن خلف على / باب داره بصنعاء في السّرار مقابل الرّحبة في حزيران فهب نسيم على وجه ذلك العالم فرد وجهه إلى يحيى بن خلف فقال : لا شك أن هذا النسيم النافخ في هذا الوقت إلا من جنات عدن.
قال القاضي سليمان بن محمد النّقوي رحمهالله ، وقد جاريته في الحديث في طيب هواء صنعاء فقال : إن في الخبر أن أهل الجنة في سجسج ، فقلت :
__________________
(١) ليست في حد.
(٢) جاء هذا الوصف لطالع صنعاء ومناخها وطبائع أهلها ، أقل تفصيلا في الإكليل ٨ / ٦ ـ ٨ ، كما ورد بإيجاز شديد في صفة الجزيرة ١٩٥ ـ ١٩٦.
(٣) ومثله ما يقوله الهمداني في صفة الجزيرة ١٩٥ : «وخبرني عمر الشهابي عن أحمد بن يوسف الحذاقي أنه نظر إلى ماء جامد بناحية بيت بوس في أول حزيران».
(٤) «في الدنيا» ليست في مب.
(٥) الزيادة يقتضيها السياق.