الحملة الفارسية في القرن السادس الميلادي واستقرت في اليمن ، فنحن نعتقد بأنها قدمت مع الطبرانيين (نسبة إلى طبرستان) الذين قدموا اليمن مع الإمام الهادي يحيى بن الحسين (٢٢٠ ـ ٢٩٨ ه ٨٣٥ ـ ٩١١ م) وحاربت معه ثم استوطن بعضها صنعاء وحضرموت بشكل خاص. كما نزحت أسر فارسية بعيد ذلك لتستقر في اليمن ، وهم بقايا الحسنيين الذين كانوا مقيمين بآمل الشط من بلاد طبرستان والذين وجدوا في استقرار الإمامة الزيدية في اليمن ملجأ ووسطا مناسبا لنشر مذهبهم وذلك للرابطة المذهبية التي تربط بين القائلين بإمامة الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضياللهعنه (٧٩ ـ ١٢٢ ه) وبمذهبه المعروف والمنتشر في اليمن وبما أدخل عليه من التعديلات المذهبية (الهدوية) المعروفة.
وقد كان من هؤلاء جماعة من العلماء والفقهاء والمحدثين (١) ، ومنهم على الأرجح كانت أسرة مؤلفنا التي يشير إليها الجندي بقوله : «أهله من الري» فيما يظن ، وعلى هذا فقد كان قدومها في نهاية القرن الثالث أو في مطلع القرن الرابع للهجرة الذي ولد مؤلفنا الرازي في الربع الأخير منه ، وعاش حتى توفي في حدود سنة ٤٦٠ ه ١٠٦٨ م.
صنعاء زمن المؤلف :
إذا كان المؤلف (أحمد بن عبد الله الرازي) قد ولد في الربع الأخير من
__________________
(١) انظر عن أخبار الطبرانيين وقتالهم مع يحيى بن الحسين في كتاب (سيرة الهادي إلى الحق يحيى الحسين) تحقيق د. سهيل زكار ، حيث يشير في صفحة ١١٦ «... وأنصاره المجاهدين ممن هاجر إليه من الطبريين» وفي الصفحة ٢٣٦ : «قدم إليه مادة من الطبريين سنة ٢٨٩ ه» وانظر الصفحات ١٣٦ ، ١٤٢ ، ١٨٦ ، والحاشية ٢٢٥ ، ٢٤٨ ، ٢٩٧ ، وانظر حول الموضوع نفسه (غاية الأماني في أخبار القطر اليماني) صفحة ١٨١ ، وحاشية المحقق نقلا عن (ضحى الإسلام) لأحمد أمين ٣ / ٩٢٥ ، و (صبح الأعشى) للقلقشندي ٢٢٧١٣.