عبد الله عن عمه عن أبيه عن رجل عن ذي مغامر ـ قيل : من رؤوس حمير ـ قال : مرّ أيوب بن يحيى الوالي بطاوس وهو يصلي فسأل : من هذا؟ فقيل : طاوس ، فألقى عليه كساء من خزّ فمر به ذو مغامر فقال : يهنئك الكسوة يا أبا عبد الرحمن ، قال : تأخذه بما فيه؟ قال : نعم ، فدفع إليه الكساء.
ابن عبد الوارث قال : كان ابن أبي غسان يقول : انووا الخير فإن عملتموه فذاك ، وإن لم تعملوه كتب لكم ما نويتم ، وانووا الحج في رأس كل سنة فإن قضي لكم فذاك ، وإن لم يقض لكم كتب لكم حجّة ، قال : وكذلك أفعل أنا ، أنوي الحج في رأس كل سنة.
قال ابن عبد الوارث : كان محمد بن يوسف الحذاقي القاضي من أحسن الناس صلاة (١) إذا صلى ، وله عن عبد الملك الذّماري وإسماعيل بن عبد الكريم عن عبد الصمد عن وهب وروى عن عبد الوهاب بن همام ـ أخي عبد الرزاق ـ رواية ، وله عن الدقاق رواية وأكثر.
وكان بها عبد الله بن محمد بن يوسف القطراني ولاه أسعد بن أبي يعفر الإمامة في مسجد الجماعة بصنعاء لمّا صار أسعد إلى صنعاء وذلك يوم الأربعاء لتسع بقيت من شهر رمضان ، وكانت صنعاء قد خلت في هذا الوقت ، وكان أسعد قد بعث علي بن الحسن الأقرعي وجماعة من الجند إلى صنعاء فأقام بصنعاء إلى أن كان يوم الخميس لثلاث خلت من شهر رمضان سنة تسع وتسعين ومئتين دخل ابن فضل القرمطي الكذاب صنعاء (٢) وبها الأقرعي ، فنزل المسجد (وذلك يوم الإثنين
__________________
(١) في الأصول : «مصليا» ، ولعل الصحيح ما أثبتناه.
(٢) لعل المؤلف يريد هنا من دخول علي بن الفضل صنعاء في سنة ٢٩٩ ه استقرار أمره وتمكنه من صنعاء في هذه السنة ، أما دخوله صنعاء لأول مرة فقد كأن في العاشر من محرم سنة ٢٩٣ ه ، انظر غاية الأماني ١٩٦ ، البداية والنهاية ١١ / ١٠٠ ، تاريخ الكبسي لوحة ٢١ و ٢٢