عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن موسى بن أبي درم (١) وشيخ من أهل اليمن عن وهب بن منبه ، عن ابن عباس أنه بلغه أن مجلسا كان في ناحية المسجد ناحية باب بني سهم يجلس فيه شباب قريش وغيرهم فيختصمون فترتفع أصواتهم ، قال ابن عباس لوهب : انطلق بنا إليهم ، فانطلقنا حتى وقفنا عليهم ، فقال ابن عباس لوهب : أخبرهم عن كلام الفتى الذي كلم به أيوب وهو في بلائه ، قال وهب : «قال الفتى : يا أيوب قد كان في عظمة الله وذكر الموت ما يكل لسانك ويقطع قلبك ويكسر حجّتك ، ألم تعلم يا أيوب أن لله عبادا أسكتتهم خشية الله من غير عيّ ولا بكم ، وإنهم لهم الفصحاء ، النبلاء ، الطلقاء (٢) ، الألبّاء العقلاء (٣) ، العالمون بالله وآياته ، ولكنهم إذا ذكروا عظمة الله تعالى تقطّعت قلوبهم ، وكّلت ألسنتهم ، وطاشت عقولهم وأحلامهم فرقا من الله وهيبة له ، وإذا أشفقوا من ذلك ابتدروا إلى الله تعالى بالأعمال الزكية ، ولا يستكثرون له الكثير ، ولا يرضون له بالقليل ، يعدون أنفسهم من الظالمين ، وإنهم لأمراء أبرياء ، ويعدون أنفسهم من الخاطئين (٤) المفرّطين المقصّرين ، وإنهم لأكياس أقوياء ، ناحلون دائبون بدأبهم (٥) ، يراهم الجاهل فيقول مرضى وليسوا بمرضى ، قد خولطوا وخالط القوم أمر عظيم».
قال ، وقال ابن عباس على إثر وهب : كفى بك ظالما أن لا تزال مخاصما ، وكفى بك إثما أن لا تزال مماريا ، وكفى بك كاذبا أن لا تزال محدثا في غير ذكر الله تعالى.
قال عبد الصمد بن معقل : سمعت وهبا يقول : «من استغنى بأموال الفقراء
__________________
(١) حد : «در».
(٢) ليست في مب.
(٣) ليست في : حد ، صف ، مب.
(٤) صف : «الظالمين».
(٥) ليست في : حد ، صف ، مب.