أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعيّ ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ في كتابه ، حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري. قال : سئل أبو داود سليمان بن الأشعث عن الواقديّ. فقال : لا أكتب حديثه ، ما أشك أنه كان ينقل الحديث. ليس ينظر الواقديّ في كتاب إلّا يبين فيه أمره ، روى في فتح اليمن وخبر العنسي أحاديث عن الزّهريّ ليست من حديث الزّهريّ. وكان أحمد بن حنبل لا يذكر عنه كلمة.
حدّثني الصّوريّ ، أخبرني عبد الغني بن سعيد ، أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد ابن عبد الله بن نصر ، حدّثني إبراهيم بن جابر ، حدّثني عبد الله بن أحمد بن حنبل. قال : كتب أبي عن أبي يوسف ومحمّد ثلاثة قماطر فقلت له : كان ينظر فيها قال : كان ربما نظر فيها ، وكان أكثر نظره في كتب الواقديّ.
أخبرني الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا العبّاس بن العبّاس بن المغيرة ، أخبرني بعض مشايخنا قال : سألت إبراهيم الحربي عما أنكره أحمد بن حنبل عن الواقديّ ، فذكر أن مما أنكره عليه جمعه الأسانيد ومجيئه بالمتن واحدا. قال إبراهيم الحربي : وليس هذا عيبا ، قد فعل هذا الزّهريّ وابن إسحاق ، قال إبراهيم الحربي : لم يزل أحمد بن حنبل يوجه في كل جمعة لحنبل بن إسحاق إلى محمّد بن سعد كاتب الواقديّ ، فيأخذ له جزءين جزءين من حديث الواقديّ فينظر فيها ثم يردها ويأخذ غيرها.
أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن محمّد بن حمدان العكبريّ ، حدّثنا محمّد بن أيّوب المعافى قال : قال إبراهيم الحربي : سمعت أحمد ـ وذكر الواقديّ ـ فقال : ليس أنكر عليه شيئا إلّا جمعه الأسانيد ، ومجيئه بمتن واحد على سياقة واحدة ، عن جماعة وربما اختلفوا. قال إبراهيم : ولم؟ وقد فعل هذا ابن إسحاق ، كان يقول حدّثنا عاصم بن عمر وعبد الله بن أبي بكر وفلان وفلان. والزهري أيضا قد فعل هذا (١).
قال : وسمعت إبراهيم يقول : قال بور [بن أصرم] (٢) : رآني الواقديّ أمشي
__________________
(١) انظر الخبر في : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٧٦.
وقال ابن الجوزي معلقا على ذلك : «لو كانت المحنة جمع الأسانيد لقرب الأمر ، فإن الزهري قد جمع رجالا في حديث الإفك محمول على اختلاف اللفظ دون المعنى ، وليس هذا يقع في كل ما يجمع عليه ، وإنما نقموا عليه ما هو أشد من هذا».
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.