ثم التفت بعض الحاضرين وسأل مصطفى ما هي حاجتكم عند الدريعي أنت وهذا الشاب (١) الذي معك؟ فقال : لا غرض لي عند الدريعي إنما رفيقي له غرض. ١ / ٣٥ فسألوني : ما هو غرضك أيها الشاب عند الدريعي ، فأجبت حالا : يا سيدي ، أنا رجل / من تجار حلب ، ولي شريك في بغداد انكسر على مبلغ خمسين كيسا من رزقي. فاقتضى الأمر أن أسعى بالوصول عنده بكل سرعة عساني أتمكن من الحصول على شيء ، ولكن لا يوجد اليوم قافلة من حلب إلى بغداد ، وعليّ الانتظار أربعة أشهر ، فيطول الأمر ولا أستطيع أن أحصل على شيء من أموالي. وبلغني أيضا أن الأمير الدريعي هو كبير عربان الجزيرة ، وهو الآن قريب من نواحي الزور ، فتحسن عندي أن أصل عنده وأرجو منه أن يرسل معي إلى بغداد أحد أتباعه المعروفين بالأجرة ، وهذا هو سبب تعبي وحضوري إلى هذه الأماكن. فقالوا جميعهم : حسنا فعلت والله لا يضيع لك حقا. ورضي أيضا مصطفى بهذا الكلام وقال : الآن فهمت سبب مجيئك والحق بيدك.
__________________
(١) «الشب».