الرجل (١). أما الشيخ عليوي فقد كان له ولد شقي رديء الأفعال يقال له الغضبان ، لم يره منذ أربعة أيام. فحالا شك في ابنه ، لأنه كان فهم من الرجل ، زوج الحرمة ، أنها جميلة ، ويعرف أن ابنه يحب النساء الحسان ، فتأكد عنده ذلك. فقام وركب ذلولا وأخذ يطوف بالبراري ، فرأى من بعيد نسورا خارجة من باب مغارة ، في كهف جبل ، ففكر أن النسور لا تجتمع إلا على الجثة. فقصد تلك المغارة ودخلها ، فوجد المرأة مذبوحة والطيور تأكل جسدها. فدار حولها فما وجد أي أثر ، إلا أنه وجد على باب المغارة بعر ذلول صحاح غير مفروطة ، وشرّابة خرج من شرابات خرج ذلول. فأخذ الشرابة وركب ورجع إلى بيته ، فوجد أن ابنه قد عاد إلى البيت أيضا. فسأله أين كنت؟ فقال له : كنت عند أقربائنا العرب الفلانية وكان زارهم من زمن غير بعيد. ورأى بعد ذلك الذلول (٢) الذي كان راكبه الغضبان ، وكان منوخا أي باركا أمام البيت ليستريح. فنظر الشيخ عليوي إلى الذلول فوجده أطوز من غير ذنب ، فتأكد عنده أن البعر الذي رأه على باب المغارة هو بعر هذا الذلول ، لأن كل ذلول ليس له ذنب يكون بعره صحاحا غير مفروطة. ووجد أيضا أن الخرج ينقصه شرّابة. فوضع الشرّابة التي معه فجاءت بمكانها ومن قماش رفيقاتها. فاشتد عندئذ غضبه على ابنه وقال له : يا رديء الأفعال أخبرني بحقيقة (٣) ما فعلت. فاصفر لون الغضبان وأقرّ بذنبه. فحالا قبض (٤) عليه وقتله. ثم أرسل خلف الرجل زوج الحرمة وحكى له القضية وزوجه ابنته ، وشاع هذا الخبر في كل العشاير والقبائل ، وصار للشيخ عليوي صيت عظيم على هذا الفعل والنظر الثاقب ، وصار الناس يقولون عنه أنه عالم ، ودرج هذا الاسم عليه حتى أصبح اسم عربه العلما ، وهذا كان السبب بهذه التسمية.
ثم قرأنا ورقة الشروط على الشيخ إطعيسان وأفهمناه [مضموناها] ، فرضي بتلك ٢ / ٥٢ الشروط ووضع ختمه وقال : أنا أول من أطاع وآخر من / عصي ، إنني معكم في كل أمر تريدونه الذي به خير العرب ، وضرب ختمه واسمه.
وكذلك حضر ثاني [يوم رجل] يقال له سطّام ابن معجل ، شيخ عرب عبد الله ، قبيلته تحتوي على ألف ومائتي بيت ، فقبل كذلك بالشروط ووضع اسمه وختم بإصبعه حيث
__________________
(١) «الراجل».
(٢) عبارة الصائغ متقلقلة وغير واضحة المعنى. فهو يقول : «وكان ما صار له زمان وصل بعده الذلول».
(٣) «اصدقني».
(٤) «قضب».