ما له ختم. وأيضا ذراك شيخ عرب الرفاشة (١) ، وضع اسمه وختم بإصبعه وهو الذي كنا ذكرناه سابقا.
ثم نزلنا في منزلة يقال لها عين الوساد بقرب نهر يقال له الشابور (٢). فكان قريب منا قبيلة من العرب يقال لها الولدة ، شيخها اسمه جندل المهيدي ، تحتوي على ألف وست مئة بيت ، رجال مجربة بالحرب والقتال. فأرسل الدريعي يدعوه (٣) عنده حتى يدخله بالرباط مثل غيره. ولكن جندلا المذكور كان بلغه جميع ما حصل في بلاد سورية من الأمور مع العربان والدريعي والوهابي ، وعارفا بورقة الشروط والرباط ، الغاية أنه كان على علم بجميع ما حدث حين وصل عنده رسول (٤) الدريعي يدعوه للحضور ، فقال له : ارجع إلى سيدك وقل له أن جندلا وعربه ما هم تحت يدك ، وكل هذه الأمور راجعة إلى خراب بيتك وزوالك (٥) من العالم ، إنك لست بقدر ابن سعود ولا تقدر على مثل هذه الأمور ، فحط عقلك في رأسك وضع هؤلاء المدبرين الذين يعملون على تدبير خرابك وخراب العرب.
فعاد الرسول وتكلم بما ذكرناه. فاغتاظ الدريعي ومن كان حاضرا ، حتى أن سحن ابنه نهض قائما وأرسل من ينبه العربان ليكونوا على استعداد للذهاب عند قبيلة الولدة وضربها ، وإحضار جندل أسيرا (٦). فقلت له : يا سحن ، كن طويل البال ، إذ يظهر من الكلام الذي بعثه مع الرسول أنه ليس كلام عدو ، بل كلام إنسان غير فاهم حقيقة الأمور ، والذي بلّغه الخبر هو من الوشاة ، وليس من الأصدقاء ، فخذ الأمور بالحلم (٧). ويجب أن نكتب لهذا الرجل كتابا نجلب خاطره ونعلمه نوعا ما عن رباطنا وأنه يرجع إلى خير طائفة ١ / ٥٣ العرب لأنه اتحاد وليس تفرقة ، ومن المعلوم أن الاتحاد قوة (٨) وخير / للطائفة. واعتمدنا على المكتوب. ثم في الليل قال لي الشيخ إبراهيم : ليست المهارة (٩) أن تكتب له مكتوبا ، ولكن
__________________
(١) «الرفاشا».
(٢) كذا ، ولعله يريد الخابور كما يظهر من سياق الحديث.
(٣) «يعزمه».
(٤) «مرسال».
(٥) «وذوالانك».
(٦) «يسير».
(٧) «بالرايق».
(٨) «مكن».
(٩) «الشطارة».