العثماني (١) لأجل خراب دولة الوهابي ، وامتلاك مكة والمدينة وارجاع الحج كما كان سابقا. فالرأي عندي أن ترفع من ذهنك جميع هذه الأمور الصعبة وتتجنب عمل الشيطان وتضع في رأسك عقل الرحمن ، وتميل إلى أبناء جنسك الذين لا يمكن أن يغشوك أو يخونوك ، وبذلك تكسب حالك ورجالك ومالك ، لأن ابن سعود سيفه طويل وماله كثير وجيوشه طوابير (٢) ، ولا يمكنك قتاله بل تخرب حالك بيدك وتندم حيث لا يعود يفيدك الندم. وأنا ناصحك من باب المحبة والصحبة وحق (٣) الخبز والملح. وقد أنذرتك بجميع ما حصل فافعل ما به خلاصك ولا تكن عنيدا والسلام.
ولما قرأت ذلك قال الدريعي : فشر ، الله أكبر عليه ، الله يدبر كل أمر (٤) عسير. وقال الشيخ إبراهيم : لقد ظن المغفل (٥) الوهابي أننا ننوي خرابه من طرف العثماني ، فهو غلطان جدا ، وأنا لا أريد أن يكون العثماني أقوى منه ولا أن يقوى هو على العثماني ، وكل مقصدي أن لا تكون يد أعلى علينا لا من هذا ولا من هذا ، حتى أذا أردنا أن نفعل أمرا في بريتنا لا يستطيع أحد أن يمنعنا عنه.
ثم قال الدريعي : اكتب يا عبد الله لعلي ابن عواد جواب مكتوبه بحسن معرفتك ، ٢ / ٥٦ ولكن إياك أن تظهر له باب الذل ، ولكن ليفهم أننا لسنا من طرف العثماني / بل نريد أن لا نكون تحت امره. فأخذت [ورقة] وكتبت له مكتوبا بهذه اللفظات :
من الدريعي ابن شعلان إلى علي ابن عواد ، وصل كتابكم وفهمنا خطابكم ، فبخصوص ما ذكرتم لنا عن ابن سعود ، فهذا وحق رب السموات والأرض لا أحسب له حسابا بثقل حبة خردل ، فليقدم على أكثر ما عنده ، والله أكبر من كل كبير ، وإن شاء الله سوف يرى ما يحل به من سطوة مولانا السلطان (٦) ، نصره المالك الرحمن ، وما سيجرى عليه وعلى بلاده ، هذا الظالم الغاشم الذي يريد أن يستعبد العربان ، ويملكهم تحت يده ، ويجري أوامره وغاياته عليهم ، وذلك راجع إلى خرابه وخراب كافة عربان ديرته والسلام.
__________________
(١) «الرباطات من العثماني».
(٢) فيالق.
(٣) «حقيقة».
(٤) «أمرا».
(٥) «التيس».
(٦) ما كتبه الصائغ يخالف الأوامر الصادرة من الدريعي.