صار لها راغب يشتريها ، فكنت ترى منها حزما حزما بين أرجل الخيل والجمال. وكذلك بلغنا عن واحد بدوي باع خاتم الماس كبيرا عظيما برطل توتون. فالغاية أن الذين اشتروا غنموا ، وأما نحن فلم نتدنس بشيء كليا لأن الشيخ إبراهيم ما رضي بذلك.
أما بخصوص القبائل التي ذكرنا أنها أتت من نجد إلى الجزيرة فهي القبائل الخمس التالية : الحماميد (١) والضّفير والعجاجرة والخزاعل وبني طي. وسبب حضورها هو أن الأمير بني طي بنتا جميلة جدا اسمها قمر. فعشقها شاب ابن أمير من عرب نجد وهي عشقته بالأكثر. وهذا الشاب نسيب الوهابي من طرف الحريم. فاشتد عشقهما الواحد للآخر حتى انكشفت حكايتهما. فمنعها أبوها عنه ونبهه بعدم الحضور عندهم. فصار المنع من الطرفين واشتدت المحبة أكثر كما هو معلوم. وكان لها ابن عم يريد أن يتزوجها ، وهي لا تحبه بل تريد ذلك الشاب الذي تحبه ، وكان اسمه فهراب. فالمذكور من شدة حبه ، حسن لديه أن يخطفها ليلا وارتبط معها بوساطة امرأة عجوز ، وهي رغبة في ذلك وأخذت تنتظره. وأما ابن عمها فمن غيرته ومحبته لها كان دائما يراقبها ليلا نهارا ، حاسبا هذا الحساب ، حتى أنه في الليل أيضا كان دائما راكبا فرسه ودائرا بالنزل ، مفكرا باللذي هما مفكرين به. وأما الشاب فهراب ٢ / ٩٧ فإنه تزيا بزي فقير ودخل النزل نهارا ، وراح إلى بيت قمر ، وعرّفها بحاله واتفق / معها. ولما انتصف الليل خرجت من البيت وهو كان يترقبها. فسرقت فرس أبيها وركباها وطلبا الفرار. فبعد خروجهما بقليل من النزل ، بمقدار ساعة ، تصادفا مع ابن عمها عرضا ، فعرفهما وصار الطلب. ولم يزلا راكضين وابن العم وراءهما ، نحو ست ساعات ، ركضة واحدة. وأخيرا وقعت الحرب بين الرجلين بشدة عظيمة حتى هلكا من التعب وهي واقفة تنظر إليهما. ثم غلب فهراب ووقع من على ظهر الفرس مجروحا على الأرض. فنزل تامر هذا اسم ابن عم البنت ، حالا وذبح فهراب وأخذ يعاتب قمر بالكلام اللين جدا لأنه كان يحبها كثيرا ، ثم سار إلى أن قربا من النزل. فنزل تامر كي يستريح إذ كان تعبا ونعسان جدا ، فغفل واستسلم للنوم. فقامت قمر وقطعت رأس تامر ابن عمها وأخذت حربة رمحه وضربت بها قلبها وماتت هي أيضا ، إذ وجد الناس ، فيما بعد ، فهراب بعيدا عنهما نحو خمس ساعات ، ووجدوا تامر مقطوع الرأس وقمر والحربة لا تزال مغروزة في صدرها ، ففهموا أن قمر قطعت رأس تامر من حبها لفهراب وأخيرا قتلت نفسها بيدها.
__________________
(١) الحمايدة.